ومن الجمال يؤلفون قوافل كبيرة نوعا ما بقيادة «المقوّمين» (قافلة باشي) ؛ أما الهجائن ، فيشكلون منها ركبا يقوده على طول الطريق كله شيخ ينتخبه المسافرون أنفسهم عند الإنطلاق.
ونظرا لمخاطر الطريق ، تسير القوافل عادة في النهار ، وتنطلق في الصباح الباكر وتتوقف تبعا لطول المرحلة. وتشكل جمال كل مقوّم مجموعة منفردة تصطف وفقا لعرض الطريق ، في ثلاثة أو أربعة خطوط متوازية. وتسير المجموعات بحيث لا تكون بعيدة بعضها عن بعض. والمقوّم نفسه يمضي عادة على ظهر هجين ؛ أما سواقو الجمال ، فإنهم يمضون دائما سيرا على الأقدام مهما كان الطريق طويلا ، لأن الرحال (الشقادف) التي تشغل مكانا كبيرا من حيث العرض غالبا ما تتصادم ، فلا يندر أن يتعرض الجالسون فيها لانقلابات غير مستطابة أبدا. وفي أوقات القيظ من السنة ينطلق الركب بحكم الضرورة ليلا ولك في الساعة الواحدة أو الثانية ، ويتوقف حوالي الساعة السابعة ، ثم ينهض حوالي الساعة الرابعة بعد الظهر ويسير حتى الساعة ٨ أو ٩ مساء.
وكما في القوافل ، كذلك في الاركب لا يطلقون الجمال للرعي أثناء الوقفة ، بل يقعدونها في الحال ويقدمون لها العلف ، وذلك حوالي ١٥ رطلا فقط في اليوم الواحد لكل جمل موزعة على ٣ مرات ؛ ويسقونها حسب الامكان مرتين في اليوم.
السير على الهجائن يجري بسرعة نسبية ـ ٥٠ ـ ٨٠ فرستا في اليوم ، ولكن السفر عليها متعب للغاية ، ولا يجري إلا بين مكة والمدينة المنورة ، ومن المدينة المنورة بإتجاه بغداد والبصرة ؛ أما سفر القوافل ، وإن يكن بطيئا جدّا ـ ٣ ـ ٢ / ١ ٣ فرستا في الساعة ، ناهيك بأن قطع المرحلة يدوم أحيانا ٢٠ ـ ٢٥ ساعة ، فهو على العكس أسهل إذ أن الشقادف تعتبر مكيفات مريحة نسبيّا يمكن أن تتوفر فيها الحماية من الشمس أو أن يتمدد فيها المرء تماما.