فهي الحجر والآجر المحروق ، المرصوصان في الأغلب على الطين ؛ وكذلك الخشب ، المستورد على الأغلب من جزر الزوند ، والخشب الروسي (الألواح) المستورد من القسطنطينية. والبيوت مبنية الواحد بلصق الآخر ، دون فجوات ، سواء من حيث الواجهة أم من حيث الجانب الخلفي ، دون أن تترك أي فناء. الطابق الأسفل ليس معدا في المعتاد للسكن ، ويقوم جزئيّا مقام الفناء ويستعملونه لأجل إيداع الأشياء الضخمة ؛ والطوابق العليا تتشكل من شقات غير كبيرة ، كل شقة من غرفتين أو ثلاث ومعزولة تماما عن الشقات الأخرى ، ومزودة بالمرافق اللازمة. فوق السقف تنتصب الجدران نحو ثلاثة ارشينات مشكلة بالتالي طابقا مكشوفا آخر ، يستعملونه للراحة الليلية. ولأجل مجرى الهواء يتركون في هذه الجدران فتحات عديدة فيها شبكة من آجر محروق ملون بارز بسطوع على خلفية الجدران البيضاء ، والسلالم ، وكذلك الأرضية في بعض الأماكن مغطاة باسمنت خاص مجبول من الكلس والرماد والرمل ، ويتميز بقدر كبير من الصلابة. ومن هذه المادة يبنون في بعض البيوت خزانات لأجل المياه أيضا.
الخاصة الرئيسية التي تختص بها البيوت المكية الغنية إلى هذا الحد أو ذاك إنما هي المشروبيات المبنية على طول الجدار الواجهي. هذه النوافذ تقام في الأطراف الناتئة لعوارض الأرضية وتشكل بالتالي ضربا من شرفات مغلقة تبرز من وراء جدران المبنى مقدار ارشين ونصف أرشين تقريبا ، وتغلقها صفوف من حصائر صاعدة ونازلة. المشربيات يضعون في داخله دواوين واطئة ومخدات ؛ وبما انه ابرد مكان في الغرفة فإنه يشكل زاوية مفضلة. وفي بيوت أقل غنى ، يصنعون مشربيات صغيرة أو نوافذ بسيطة ؛ وفي مكة لا يعرفون زجاج النوافذ.