الماليزيين الزنوج والأحباش والمصريين والهنود والعرب الأفارقة والأتراك وكذلك السرت والفرس والتتر والقرغيز وغيرهم. ومن بين العرب المحليين ، كما أوضحوا لي ، ينتمي قليلون إلى سكان البلد الأصليين ؛ فهم بمعظمهم قادمون من الخارج ، واستعربوا كليا مع مر الزمن ولذلك تتنوع قسمات وجوههم وبشرتهم من جميع التلاوين بدءا من الأبيض تماما كما عند الأوروبيين حتى الداكن البرونزي كما عند الأحباش. والشريف وأولاده وكثيرون من الأسياد الذين يعتبرون أنفسهم عربا يسيل في عروقهم دم عربي أصيل تماما إنما لون وجوههم أبيض نقي لا عيب فيه. ولا ريب في أن المحظيات من شعوب القفقاس يلعبن دورا كبيرا في هذا المجال.
أحدث عرب مكة في نفسي على العموم إنطباعا جيدا جدّا ؛ فهم أذكياء ، لطفاء جدّا في التعاشر والتخاطب ، متأدبون ومجاملون مع مسحة من بعض الاعتزاز ، مضيافون ، انيسون ، مع احتفاظهم دائما بشعور الكرامة الشخصية ؛ وهم منعّمون كبار ، يطيب لهم أن يرتدوا الثياب الفاخرة ، ويفرشوا بيوتهم بالمفروشات الجيدة ، ويأكلوا جيدا ، ويستقبلوا الضيوف ويحلوا ضيوفا في أحيان كثيرة.
تتألف البسة العرب من قميص تيلي طويل وضيق ، ذي طوق قائم يرتدون فوقه صدرة حريرية يزررونها بكثرة من الأزرار الصغيرة ؛ وفوق الصدرة يلبسون ما يشبه البشمت (العنترى) وعلى الرأس طاقية بيضاء مستدقة. وحين يغادرون البيت ، يشدون العنترى بزنار حريري ؛ وفوق الالبسة يرتدون رداء ضيقا أو «الجبّة» ، ويستعيضون عن الطاقية فوق الكلسات.
بلدلة الطبقة الفقيرة من نفس التفصيل ، ولكن بدون جبة وعنترى. يفرشون الغرف في البيوت بتخوت واطئة ومخدات لأجل الجلوس ؛ الأرضية يغطونها كليّا بالسجاجيد والحصائر؛ زينة الجدران