لم أستطع الحصول على معلومات دقيقة نوعا ما عن مقادير هذه التجارة ، ولكن يقال أن عدد الارقاء المباعين في السنوات المؤاتية حين يحالف التوفيق أعمال السرقة ، ولا تعترض السلطات في مرفأ سواكن مجموعاتهم في الطريق ، يلغ زهاء ٢٠٠٠ شخص. سعر الفتاة الزنجية الراشدة حوالي ٢٠ ليرة ، وسعر الفتاة الحبشية الراشدة ٣٠ ـ ٤٠ ليرة ؛ وسعر الكادح الجيد الزنجي او الحبشي ٣٠ ـ ٤٠ ليرة أيضا ؛ وسعر الأولاد ذكورا وإناثا ١٠ ـ ١٥ ليرة.
أما الشراة فهم ، على العموم ، سكان الجزيرة العربية ، وبخاصة سكان الحجاز ، سواء منهم السكان الأصليون أم القائمون هناك موقتا. وفي مكة والمدينة لا يوجد أي بيت ليس فيه عبد وعبدة يقومان بجميع الأعمال البيتية ، ومنها جلب الماء ، وتحضير الطعام ، وغسيل البياض ، والعناية بالأطفال ، وما إلى ذلك. وكذلك الرحل يعهدون إلى الارقاء بعمل أصعب. ومعاملة الارقاء حيث تسنى لي أن أراقبها ، طيبة ، إنسانية.
كذلك يشتري الحجاج العبيد لكي يعتقوهم ، لكي يعيدوا إليهم الحرية ، لأن إعتقاء العبد يعتبر ، بموجب تعاليم الإسلام ، من أكثر أنواع الإحسان ارضاء للرب. وفي جميع مدن الحجاز وفي جميع القبائل البدوية يوجد عدد كبير من الارقاء السابقين الذين اعتقهم أسيادهم أو أفتداهم الحجاج ؛ وبلدة خيبر الكبيرة الواقعة في جوار المدينة المنورة تتألف حصرا من الارقاء السابقين. والاعتاق ترافقه وثيقة خطية خاصة ينظمها القاضي المحلي ؛ وإذا كان الرقيق المعتق قاصرا ، فيوضع تحت وصاية شخص ما حتى بلوغه سن الرشد.
وعلى طرق القوافل يجري ، أغلب الظن ، توريد الأمات إلى البلدان المجاورة. وفيما يخص السبل البحرية ، تسنى لي أن أسمع أن هذه العملية نادرا ما يحالفها النجاح إذ أن السلطات الإنجليزية أو المصرية تنتزع الأمة بموجب تصريحها الأول. وبالفعل ، شاهدت في