الطريق المعلّم بعلامات خاصة ركضا ، ويستريحون عند جبل المروة ويرجعون إلى جبل الصفا ، وهكذا دواليك. والناس الضعفاء يؤدون الشعيرة الأخيرة على ظهور الاحصنة أو الحمير ؛ أما المرضى ، فيحملونهم على الحمالات سواء في الطواف أم في السعي. ويعد إداء هاتين الشعيرتين ، يحلق الحجاج قسما من شعر الرأس أو يقصونه ويرتدون ، عادة ، البستهم العادية (حج العمرة) ؛ أما الذين يؤدون الشعائر ميزيد من الدقة ، فيبقون في ثوب الأحرام حتى نهاية الحج.
وأولئك الحجاج الذين لبسوا ثيابهم العادية يرتدون من جديد ثوب الأحرام في اليوم الثامن من ذي الحجة ، ويقومون للمرة الثانية بالطواف ، ويمضون جميعهم إلى جبل عرفات.
تقول أسطورة عربية أن أبا البشر ، آدم ، تقابل مع حواء للمرة الأولى عند جبل عرفات بعد طردهما من الجنة وانهما عاشا في عرفات في الآونة الأولى ورزقا ولدهما الأول في عرفات. وعلى ذكرى هذا الحدث ، يبقى الحجاج عند هذا الجبل طوال اليوم التالي ، التاسع ، من شهر ذي الحجة. وتتلخص الشعيرة كلها بنظر الحنفيين في انه يتوجب عليهم في هذا اليوم أن يلجأوا إلى التوبة والصلاة في خيامهم. أما اتباع الائمة الثلاثة الآخرين ، فإنهم يغطون جميع سفوح الجبل قبل ثلاث ساعات تقريبا من غروب الشمس لكي يستمعوا إلى جملة من الابتهالات التي يتلوها قاضي مكة من على ظهر هجين على قمة الجبل. وعند غروب الشمس ينهي القاضي التلاوة بالقول أن خطايا جميع الذين تابوا حقا وصدقا قد شملها الغفران ؛ ويتجه الحجاج جميعهم إلى جمالهم لكي ينطلقوا في اتجاه مكة.
ويقضي الحجاج الليلة التاسع إلى العاشر من شهر ذي الحجة في المزدلفة ، وينطلقون منذ الصباح الباكر من اليوم العاشر إلى منى لكي يبقوا هنا حتى مساء اليوم الثاني عشر.