٤ ـ في جميع البواخر التي تقوم بنقل الحجاج يوجد أطباء يسعفون الركاب المرضى مجانا وتحت تصرفهم صيدليات صغيرة.
٥ ـ ضمن حدود البحر الأحمر انشئت لأجل الحجاج يوجد محاجر صحية في جدّة وكمران والطور وأبو زليم.
٦ ـ يبقى أن نشير أيضا إلى انه قامت محاولة لإنشاء مقصورة بخارية في جوار مكة لأجل تعقيم البسة وأمتعة الحجاج العائدين من منى. ولكن مبنى المقصورة الذي انتهى بناؤه للتو دمره البدو في سنة ١٨٩٥ حين كان الحجاج عند عرفات ؛ ولذا لم يتسن لهم اختيار هذه الوسيلة. وحين يشاهد المرء آثار المبنى المدمر ، يعجب عفو الخاطر ويتساءل : بأي نحو كانوا يفترضون أن يتسنى لهم في هذه المقصورة الصغيرة أن يعقموا مثل هذه الجمهرة الضخمة من الحجاج العائدين معا ، دفعة واحدة ، إلى مكة. أغلب الظن انه كان تعين كبحهم بالقوة المسلحة في غضون بعضة أيام في منى وتعريضهم لجميع فظائع الإقامة في هذه المحلة المشؤومة. أضف إلى ذلك انه إذا ما نشب وباء ، فإن التعقيم ما كان ليبلغ الهدف لأن العدوى ، ناهيك عن الحجاج ، تنتقل إلى مكة مع الماء بكل سهولة ؛ وإذا ما هطلت أمطار غزيرة ، فإن السيول ستجرف جميع النفايات من منى إلى مكة.
ما هي التدابير الصحية الضرورية الأخرى
التدابير المذكورة أعلاه لا بعد بالطبع من أن تكون كافية لقيام نظام صحي مرض إلى هذا الحد أو ذاك في الحجاز. وهذه التدابير ، على ما يبدو ، قد وافقت الحكومة التركية على معظمها بأقصى التردد وعد الرغبة ، تحت الضغط الخارجي ، كما أنها موضع تنفيذ بقدر أقل من الرغبة والحرص ، وذلك لمجرد «رفع العتاب». وإذا لم تتخذ تدابير أشد