الحجاز في سنة ١٨٨٠ أن الحجاج لم يرموا في الحفر المحفورة وراء المسجد غير بضعة خرفان ، بينما ملأت الجيف الباقية كل المدى بين الخيام ؛ بل أن خيمة الشريف وخيمة الوالي كانتا محاطتين أيضا بجيف متفسخة ومتعفنة ؛ ومنذ الساعة ١٢ من اليوم الأول من الإقامة في منى بدأت تنتشر رائحة كريهة رهيبة. وفي السنة الجارية ، كما سبق أن اشرت ، جرى الطمر بصورة سطحية جدّا وببالغ الإهمال.
٢ ـ في زمن الحج يرسلون في مأمورية ثلاثة أطباء إلى مكة وطبيبا إلى المدينة المنورة ؛ وفي كل من هاتين المدينتين ، يوجد ما يسمى بالمحجر الصحي («الكرنتينة») ، وتوجد لوازم لأجل مستشفى متنقل يتسع لثلاثين سريرا يتعين فتحه في الخيام إذا ما نشب وباء. والمحجر الصحي المكي ينتقل مع الحجاج إلى عرفات ، ثم ينتقل معهم إلى منى حيث يوجد مبنى مكيف خصيصا من أجله. وفي هذين المكانين ، وكذلك في مكة ، يعطي المستشفى الادوية مجانا ويقدم الاسعاف الطبي الجوال للحجاج المرضى. ومن النافل القول أن المستشفى الذي يتسع لثلاثين شخصا يكون عاجزا تماما إذا ما نشب وباء جدي ، خطير بين مثل هذا العدد من الحجاج.
بوسع هذا المستشفى المتنقل أن يعود بمزيد من النفع في المدينة المنورة ، إذ انه لا يحدث تجمع كبير جدّا من الحجاج هناك ، وإذ انه يمكن ، بإغلاق البوابات ، عزل المدينة كليا عن العالم الخارجي.
عدا الأطباء الأربعة المذكورين سابقا ، يأتي أيضا ، في زمن الحج ، طبيبان مع المحملين السوري والمصري.
٣ ـ في كل من مكة والمدينة المنورة يوجد مستشفى دائم لأجل الفقراء فيه ٣٠ سريرا. وفي هذين المستشفيين يجري أيضا استقبال المرضى بطريقة المستوصف وإعطاء الأدوية مجانا. وفي السنة الجارية كان في مستشفى مكة طبيبان وفي مستشفى المدينة المنورة طبيب واحد.