العدوى ، ولكن الشر الأكبر بالطبع يمكن في منى ، بسبب درجة الحرارة العالية جدّا ، وغياب الريح ، ومئات الآلاف من الجيف المتفسخة والمتعفنة التي تلوث الهواء ، وتلوث الماء بالتأكيد.
عدا الأسباب الواضحة جدّا لآلام اختلال أجهزة الهضم مثل اللحم الرديء ، والماء غير المغلي ، والبطيخ والشمام ، يوجد عدد كبير من الأسباب الأخرى. يقول البعض أن الخرفان الجائعة المساقة إلى مكة من أماكن بعيدة تأكل أوراق السنا المكي (الورق الاسكندري) الذي ينبت بوفر في ضواحي مكة ، ويفترضون أن الخواص المسهلة الملازمة لهذه النبتة تنتقل مع اللحم إلى الإنسان. لا أعرف مبلغ صحة هذه الفرضية ، ولكن الأغنام تأكل فعلا أوراق هذه النبتة.
إن الطبيب المصري صالح صبحي الذي زار الحجاز بتكليف من حكومته في سنة ١٨٩١ وسنة ١٨٩٤ يرى سبب الأوبئة في منى. وأطباء مكة الذين تسنى لي أن أتحادث معهم في هذا الصدد ، وكذلك سكان مكة الأكثر ثقافة وإطلاعا ، يعتبرون هم أيضا أن الوباء عاقبة لتلوث الهواء من جيف الأغنام المتفسخة والمتعفنة في منى. أما سواد السكان والحجاج ، فهم يرون في الكوليرا عقابا من الله وحسب.
ماذا تمّ فعله حتى الآن
للتجهيز بالمرافق الصحية
١ ـ منذ سنة ١٨٦٦ بدأ تطبيق قاعدة تفرض على الحجاج تقديم أضاحيهم في الأمكنة المعينة وحدها دون غيرها وطمر الجيف فيما بعد في حفر مهيبة سلفا. ولكن هذا التدابير ، وأن كان يبلغ هدفه من حيث الأساس ، لم يوضع البتة تقريبا موضع التنفيذ ؛ صحيح أن الحفر قد حفرت ، ولكن الحجاج كانوا يستغلون غياب المراقبة ويفضلون الذبح قرب خيامهم. يستفاد ، مثلا ، من أقوال محمد صادق باشا الذي زار