ـ ٧ ـ
ينبغي إلّا يلقى الحج أية حماية من جانب أصحاب السلطة ، ولهذا يبدو المشروع القائل بواجب المحافظين الاهتمام بتأمين المأكولات وبتسهيلات السفر أمرا غير مفهوم اطلاقا. وهل هناك شيء من هذا القبيل بالنسبة للحجاج المسيحيين؟ كلا ، على ما يبدو.
لنتذكر أن التنطيمات المضبوطة كفاية ليس دائما تتجاوب مع مصالح السياسة السائدة. فإن التنظيم المضبوط للشؤون الدينية الإسلامية في اورنبورغ وقازان قد اسفر عن اعتناق الملايين من السكان القرغيز للدين الإسلامي.
[ص ١٠] ولماذا هذا الجهد الجهيد لكي يصل المسلمون الحجاج إلى اكاديمية التعصب العمى بصورة مريحة جدّا؟ فإذا كان ذلك لأهداف محمودة ، مفعمة بالروح الإنسانية ، فمن الضروري بذلك القدر نفسه من الجهد او حتى قدرا أكبر من صالح الحجاج المسيحيين. أما إذا كانت هذه التدابير صحية بوجه الحصر ، فينبغي أن تكتفي بالتوصل إلى هدف واحد فقط هو أن لا يجلب الحجاج المسلمون معهم أمراضا معدية من الجزيرة العربية أو من بلاد ما بين النهرين.
إن نية التأكيد من سلامة صحة المسلمين عند اجتياز الحدود في الطريق إلى الأماكن المقدسة تتجاوز حتى حد المرغوب فيه من وجهة النظر الإسلامية. فإن المسلمين الذين يموتون في أثناء الحج يتطهرون بالتالي من كل ارضي ، من كل دنس. ولهذا لن يقابل المسلمون الحرص على معالجة المرضى (إذا لم يكونوا مصابين بأمراض معدية) بالتعاطف.
ـ ٨ ـ
إن الأنظمة [ظهر ص ١٠] المضبوطة لا بعد من أن تبلغ دائما وعلى