رأسا إلى الجنرال ساخاروف (١). وهذا الأخير أعجبني خارق الأعجاب بمنظره البسيط واللطيف (في الصورة يبدو سمينا بشكل منفر) ؛ وعرفت منه أن الجنرال كوروباتكين (٢) يستقبل اليوم في الساعة الثالثة ، ولكنه سيتأخر ، أغلب الظن ، لأنه سيكون في مجلس الدولة. نحو الساعة الثالثة رحت إلى ديوان وزارة الحربية. جمهرة من الزوار أغلبهم من النساء ، ميدان غني للمراقبة ـ فما أكثر ما تراه هنا من نماذج! وبما أن الجنرال كوروباتكين قد حزر بانه سيتأخر لاستقبال الزوار ، فقد استقبل جنرال مترهل أصحاب الطلبات. والشيوخ من هذا الطراز ظهروا دفعة واحدة من مكان ما بكثرة كثيرة. أغلب الظن انه كانت هناك جلسة في المجلس. بقي من الراغبين في انتظار وصول كوروباتكين ٦ أشخاص. وأخيرا ، حوالي الساعة الخامسة ، رنّ جرس ، فتحرك الجميع ، وصعد الكسي نيقولايفيتش [كوروباتكين] وراح إلى مكتبه وخرج منه في الحال نحونا في غرفة الاستقبال. لم آره منذ كانون الأول (ديسمبر) ١٨٩٧ ؛ كان اشحب بقليل من ذي قبل ، ولا غرابة نظرا لعمله الجهيد. في البدء اقترب من زائرتين ملحافتين بشكل لا يطاق ، ثم اقترب مني ؛ وسأل متى وصلت أنا ؛ وقال انه لا وقت عنده الآن وطلب أن آتي غدا في الساعة الثانية عشرة إلا ربعا إلى شقته. إن جميع ذوي الرتب العالية الذين نظروا إلىّ بتعال قبل وصول الجنرال قد تغيروا كليّا عند ذهابي ، لما فيه دهشتي ؛ فقد رأوا كيف استقبلني الكسي نيقولايفيتش ، ولذا مشيت ببعض الاعتزاز أمام صفهم. في أسفل سألتني إحدى الزائرتين المذكورتين آنفا والبواب عما إذا حالف التوفيق مهمتي ؛ اجبت أني لم آت طالبا. في المساء رحت إلى السيرك. يجب اعتبار اليوم موفقا. ولكن ما عسى أن يقول الكسي نيقولايفيتش غدا؟
__________________
(١) ساخاروف ف. ف. (مواليد عام ١٨٤٨) ـ منذ سنة ١٨٩٨ رئيس الأركان العامة.
(٢) كوروباتكين أ. ن. (١٨٤٨ ـ ١٩٢٥). في سنوات ١٨٩٠ ـ ١٨٩٨ ـ رئيس مقاطعة قزوين. منذ سنة ١٨٩٨ وزير الحربية.