بأنها مدينة جميلة جدّا من البحر ولكنها قذرة وغير جذابة في الداخل ؛ ويكتبون عن الامتيازات التي تتمتع بها كلاب الشوارع ، وغير ذلك وهلم جرا. ونحن المسلمين من اتباع روسيا ، لا نصدق بطيبة خاطر كل ما يمس الجوانب الرديئة في هذه الأوصاف ، ونحن مستعدون لكي ننسب هذا إلى نفور المسيحيين من الاتراك ، والخ ..
أول ما أذهلني في شوارع القسطنطينية ، إنما هو وفرة الزبالة ووفرة نوع خاص من الكلاب التي تتصرف على الأرصفة كما في بيوتها. وغالبا ما تقع العين على بيوت خشبية متعددة الطوابق. فماذا يحدث هنا إذا ما نشب حريق في شارع بمثل هذا العرض التافه؟ إن ضيق الشوارع يمكن تفسيره ، ولكن كيف يجوز فيها مثل هذا القدر من الزبالة ، مثل هذا القدر من الوحل ، مثل حال الطرق هذا ، مثل هذه الهندسة المعمارية المنفرة؟ إن أي رئيس للبوليس في اية مدينة في روسيا يستحوذ عليه الرعب من مثل هذه الأوضاع.
صعدت مع رفيقي إلى الشارع الرئيسي في بيره ، وسرنا في هذا الشارع ، ونزلنا إلى جسر يوصل بين بيره واستنبول (ما افظع أرضية هذا الجسر الخشبية!) ، واستأجرنا قرب الجسر حصانين للركوب بمبلغ مجيديتين ورحنا عبر اسطنبول كلها إلى مقبرة أيوب الواقعة عاليا في الجبل في ناحية القرن الذهبي. المنظر من هذا المرتفع عجيب : في أسفل ، القرن الذهبي مع كثرة من السفن ؛ في البعيد ، بيره وغالاتا ؛ مقابر في كل مكان ؛ ادغال أشجار السرو والسفوح الخضراء المرحة المكسوة بأولى زهور الربيع. منظر عجيب ، فلا يرغب المرء في الرحيل. بعد أن نزلنا من الجبل سيرا على الأقدام ، امتطينا الحصانين ورحنا أولا بمحاذاة السور البيزنطي القديم (وهو انشاء حجري وطيد جدّا مع خندق ملبس بالحجر هو أيضا) ، واجتزنا الشارع البازاري في اسطنبول ونزلنا قرب السوق المسقوفة ؛ وبعد مشاهدتها رحنا إلى آياصوفيا. لقاء مشاهدة هذا