ويكنى ـ أيضا ـ أبا حمّاد (١). صحابى ، روى عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كثيرا (٢) ، وشهد فتح مصر ، واختط بها دارا (٣). وكتب إلى معاوية (رضى الله عنه) يسأله أرضا عند قرية عقبة ، فكتب له معاوية ب «ألف ذراع) فى (ألف ذراع) (٤). وهذه الأرض التى اقتطعها عقبة هى المنية المعروفة ب «منية عقبة» فى «جيزة فسطاط مصر» (٥). ولى الجند بمصر لمعاوية بن أبى سفيان بعد موت أخيه «عتبة بن أبى سفيان» سنة أربع وأربعين ، ثم أغزاه معاوية البحر سنة سبع وأربعين ، وكتب إلى مسلمة بن مخلّد بولايته على مصر ، فلم يظهر مسلمة ولايته ، حتى دفع عقبة غازيا فى البحر ، فأظهر مسلمة ولايته ، فبلغ ذلك عقبة ، فقال : ما أنصفنا أمير المؤمنين ، عزلنا وغرّبنا (٦).
__________________
(١) الإكمال ٦ / ٨٨ ـ ٨٩. وفى (الأنساب) ٢ / ١٣٤ (أبو عبس. ويقال : أبو حمّاد). وردت له عدة كنى أخر ، منها : أبو سعاد ، وأبو عامر ، وأبو عمرو ، وأبو الأسود (أسد الغابة ٤ / ٥٣ ، وتهذيب التهذيب) ٧ / ٢١٦.
(٢) الأنساب ٢ / ١٣٤ ، والإصابة ٤ / ٥٢٠ (ولم ينسبه إلى ابن يونس). وقد ذكر ابن عبد الحكم أن لأهل مصر عنه شبيها بمائة حديث ، أورد له منها ٣٨ حديثا فى كتابه (فتوح مصر) ص ٢٨٧ ـ ٢٩٤.
(٣) الإكمال ٦ / ٨٩ (ولم يورد دارا) ، ومخطوط تاريخ دمشق ١١ / ٦٩٧ (بسنده إلى ابن منده ، قاله أبو سعيد بن يونس بن عبد الأعلى) ، وسير أعلام النبلاء ٢ / ٤٦٨.
(٤) لم يذكر عن ابن يونس ذلك النص صراحة ، لكنى أثبته ؛ لورود تعليق منسوب إلى ابن يونس صراحة (سأورد توثيقه فى حاشية رقم (٥) الآتية ؛ مما يستلزم أن يكون ابن يونس قد أورد النص ، ثم علّق عليه). ويمكن مراجعة تفاصيل كتاب (عقبة) إلى (معاوية) ، وتعليق (عقبة) ، وردّه على مولاه بذكر شروط الصلح مع القبط عند فتح مصر ، وضرورة ألا يؤخذ من أنفسهم شىء فى : (فتوح مصر ٨٥ ـ ٨٦ ، والخطط ١ / ٢٠٨). وجدير بالذكر أن الذراع هو الوحدة الأساسية لتقدير الأطوال والمساحات قديما. والذراع أنواع متفاوتة تفاوتا محدودا فى الطول. ولعل مقداره ـ زمن معاوية ـ هو ما كان عليه فى زمن عمر بن الخطاب (فى تقدير أرض السّواد بالعراق) ، وهو يساوى ٨١٥ ، ٧٢ سم. (راجع التفاصيل فى المقادير الشرعية ، والأحكام الفقهية المتعلقة بها ، لمحمد نجم الدين ص ٢٤٣ وبعدها).
(٥) الخطط ١ / ٢٠٨ (قال أبو سعيد بن يونس). وبالنسبة للمنية المذكورة ، فلم يعرّف بها ياقوت فى (معجم البلدان) رغم تعريفه بأكثر من (منية) فى ج ٥ ص ٢٥٣ ، منها : منية الأصبغ بن عبد العزيز بن مروان. وذكر أنها بمعنى : الأمنية. والجمع : منّى. أقول : لعلها المكان الجميل الذي يتمنّى. وفى (القاموس الجغرافى) ، القسم الثانى من ج ٣ ص ٦٤ : من القرى القديمة : تسمى ـ الآن ـ ب (ميت عقبة). وكانت تقع قديما على الشاطئ الغربى للنيل ، قبل تحوله إلى الشرق ، وهى من أعمال الجيزة.
(٦) الأنساب ٢ / ١٣٤ (ولم يذكر توقيت إظهار مسلمة ولايته على مصر. وذكر اسم معاوية بدلا