من أهل المراكب ينزل إليهم إلا إن كان من المقيمين عندهم ، وانما يبايعون الناس ويشارونهم على الساحل ويسوقون إليهم الماء على الفيلة لانه بعيد من الساحل ولا يتركونهم لاستقائه خوفا على نسائهم لانّهنّ يطمحن إلى الرجال الحسان! والفيلة كثيرة عندهم ، ولا يبيعها أحد غير سلطانهم ثم تشتري منه بالأثواب ، ولهم كلام غريب لا يفقهه إلّا من ساكنهم وأكثر التردد اليهم، ولما وصلنا إلى ساحلهم أتو إلينا في قوارب صغار ، كل قارب من خشبة واحدة منحوتة، وجاءوا بالموز والتنبول والفوفل والسمك.
ذكر سلطانهم
وأتى الينا سلطانهم راكبا على فيل عليه شبه بردعة من الجلود ، ولباس السلطان ثوب من جلود المعزى ، وقد جعل الوبر إلى خارج ، وفوق رأسه ثلاث عصائب من الحرير ملونات ، وفي يده حربة من القصب ومعه نحو عشرين من أقاربه على الفيلة ، فبعثنا إليه هدية من الفلفل والزنجبيل والقرفة والحوت الذي يكون بجزائر ذيبة المهل وأثوابا بنجالية وهم لا يلبسونها ، إنما يكسونها الفيلة في أيام عيدهم!
ولهذا السلطان على كل مركب ينزل ببلاده جارية ومملوك وثياب لكسوة الفيل وحلي ذهب تجعله زوجته في محزمها وأصابع رجليها ، ومن لم يعط هذه الوظيفة صنعوا له سحرا يهيج به البحر فيهلك أو يقارب الهلاك!
حكاية [كيف يعاقب الزناة]
واتفق في ليلة من ليالي إقامتنا بمرساهم أن غلاما لصاحب المركب ممن تردد إلى هؤلاء الطائفة نزل من المركب ليلا وتواعد مع امرأة أحد كبرائهم إلى موضع شبه الغار على الساحل ، وعلم بذلك زوجها فجاء في جمع من أصحابه إلى الغار فوجدهما به ، فحملا إلى سلطانهم فأمر بالغلام فقطعت انثياه وصلب! وأمر بالمرأة فجامعها الناس حتى ماتت! ثم جاء السلطان إلى الساحل فاعتذر عما جرى ، وقال : إنا لا نجد بدّا من إمضاء أحكامنا ، ووهب لصاحب المركب غلاما عوض الغلام المصلوب.