نحوها من سواهم ، ومن بلغ ستين سنة عدوّه كالصّبي فلم تجر عليه الاحكام (٨٠)! والشيوخ بالصين يعظمون تعظيما كثيرا ويسمى أحدهم أطا ، ومعناه الوالد.
ذكر الامير الكبير قرطي
وضبط اسمه بضم القاف وسكون الراء وفتح الطاء المهمل وسكون الياء ، وهو أمير أمراء الصين أضافنا بداره وصنع الدعوة ويسمّونها الطّوى (٨١) ، بضم الطاء المهمل وفتح الواو ، وحضرها كبار المدينة وأتى بالطباخين المسلمين فذبحوا وطبخوا الطعام ، وكان هذا الامير على عظمته يناولنا الطعام بيده ويقطع اللحم بيده ، وأقمنا في ضيافته ثلاثة أيام ، وبعث ولده معنا إلى الخليج فركبنا في سفينة تشبه الحرّاقة ، وركب ابن الامير في أخرى ومعه اهل الطرب وأهل الموسيقى ، وكانوا يغنون بالصّيني وبالعربي وبالفارسي وكان ابن الامير معجبا بالغناء الفارسي فغنوا شعرا منه وأمرهم بتكريره مرارا حتى حفظته من أفواههم (٨٢) وله تلحين عجيب وهو.
تا دل بمهرت داده أم در بحر فكر افتاده أم |
|
جون در نماز ايستاده كويي بمحرابم دري(٨٢) |
واجتمعت بتلك الخليج من السفن طائفة كبيرة لهم القلاع الملونة ومظلّات الحرير وسفنهم منقوشة أبدع نقش ، وجعلوا يتحاملون ويترامون بالنارنج والليمون ، وعدنا بالعشى الى دار الامير فبتنا بها وحضر أهل الطرب فغنّوا بأنواع من الغناء العجيب.
__________________
(٨٠) ورد في اخبار الصين والهند التي جمعت سنة ٢٣٧ سالفة الذكر أن المرء اذا بلغ ثمانين سنة لم توخذ منه جزية وأجرى عليه من بيت المال وهم يقولون «أخذنا منه شابّا ونجري عليه شيخا»!!
J. Sauvaget : Relation de la chine et de l\'Inde Paris ٨٤٩١ p. ١٢.
(٨١) لفظ الطّوى بمعنى الضيافة تقدم ج.III ص. ٤٠ ولعل الكلمة صينية كما يقول النعيمي ..
(٨٢) هذا بيت واحد وليس بيتين كما تصور النساخ قاطبة وتبعهم طبعا سائر الناشرين!! ، والشعر لسعدى الشيرازي (ت ٦٢١ ـ ٢٩١) من قصيدة مشهورة له ومطلعها :
آخر نگاهي بازكن وقتي كه برما بگذرى |
|
يا كبر منعت مى كند كز دوستان ياد آوري؟ |
ايرج أفشار : يادداشتهاى قزويني ، تهران ١٣٣٧ ـ محمد علي فروغي : كليات سعدي تهران ١٣٤٦ ـ بدر الدّين حيّ حسيني الصيني : العلاقات بين العرب والصين ١٣٧٠ ـ ١٩٥٠ ص ٣٠٢ محمود حقيقت كاشاني : پابه باي ابن بطوطة ، كردش ... أشكر بهذه المناسبة معالي د. علي أكبر ولايتي ... ود. هادي شريفي وذ. جعفر شهيدي ... ومكتبة جامعة طهران وسفارة إيران بالمغرب.