من خشب البقّم كثير ، ومن العود الهندي المعروف بالكلخي إلا أنه ليس كالقماري والقاقلي(٢٤٣) وسنذكره.
ذكر سلطان سيلان
واسمه أيري شكروتي ، بفتح الهمزة وسكون الياء وكسر الراء ثم ياء وشين معجم مفتوح فكاف مثله وراء مسكنة وواو مفتوح وتاء معلوة مكسورة وياء ، وهو سلطان قوي في البحر، رأيت مرة وأنا بالمعبر مائة مركب من مراكبه بين صغار وكبار ، وصلت إلى هنالك ، وكانت بالمرسى ثمانية مراكب للسلطان برسم السفر إلى اليمن فأمر السلطان بالاستعداد وحشد الناس لحماية أجفانه ، فلما يئسوا من انتهاز الفرصة فيها قالوا : إنما جئنا في حماية مراكب لنا تسير أيضا إلى اليمن!
ولما دخلت على هذا السلطان الكافر قام إلي وأجلسني إلى جانبه وكلّمني بأحسن كلام ، وقال : ينزل أصحابك على الأمان ويكونون في ضيافتي إلى أن يسافروا ، فإن سلطان المعبر بيني وبينه الصحبة ، ثم أمر بإنزالي ، فأقمت عنده ثلاثة أيام في إكرام عظيم متزيّد في كل يوم ، وكان يفهم اللّسان الفارسي ، ويعجبه ما أحدثه به عن الملوك والبلاد.
ودخلت عليه يوما وعنده جواهر كثيرة أتى بها من مغاص الجوهر الذي ببلاده ، وأصحابه يميزون النفيس منها من غيره ، فقال لي : هل رأيت مغاص الجوهر في البلاد التي جئت منها؟ فقلت له : نعم ، رأيته بجزيرة قيس ، وجزيرة كشم التي لابن السّواملي (٢٤٤) ، فقال: سمعت بها ، ثم أخذ حبات منه فقال : أيكون في تلك الجزيرة مثل هذه؟ فقلت له: رأيت ما هو دونها ، فأعجبه ذلك! وقال : هي لك ، وقال لي : لا تستحي واطلب مني ما شئت ، فقلت له : ليس مرادي منذ وصلت هذه الجزيرة إلا زيارة القدم الكريمة : قدم أدم عليه
__________________
(٢٤٣) يتعلق الامر بعود البخور (Bois D\'Aloes) الذي يعرفه المغاربة جيّدا ، والذي يعرف برائحته الطيبة، وهو في الأصل إفرازة من :(Aloexylum Agallochum) أو (CAY DO) ناتجة عن مرض! ويستورد من آسيا الجنوبية الشرقية ، وقد نص بعضهم على نوعية العود القماري والعود القاقلي رابطا الاتّصال بين قمارة (الكامبودج) وبين قاقلة (ماليزيا) انظر ج.IV ـ ٢٤٠ هذا وان تسمية الكلخي يحتمل أنها آتية من الكلمة الاغريقية ((Agalocon؟ يراجع IV ، ٢٤٢.
(٢٤٤) أولا ينبغي قراءة كشم بدل كش وهو ما يوجد في مخطوطة ٢٣٩٩ ـ عز الدين عبد العزيز بن ابراهيم السواملي ، خلف والده كسيّد على جزره : قيس والبحرين وكشم (Kishm) على ضفاف الخليج الفارسي حوالي ٧١٠ ـ ١٣١٠ ـ ممتلكات هذا السيد ستؤول إلى قطب الدين تهمتن سلطان هرمز الذي احتلّها بين الزيارة الأولى والثانية لابن بطوطة لهذه الجزيرة ـ حول جزيرة قيس يراجع ج II ، ٢٣٧ ـ ٢٤٤.