وببلاد الصين السكر الكثير مما يضاهي المصريّ بل يفضله! والأعناب والإجاص وكنت أظن أن الاجاص العثماني الذي بدمشق لا نظير له حتى رأيت الإجاص الذي بالصين ، وبها البطيخ العجيب ، يشبه بطّيخ خوارزم وأصفهان ، وكل ما ببلادنا من الفواكه فإن بها ما هو مثله وأحسن منه ، والقمح بها كثير جدا ولم أر قمحا أطيب منه وكذلك العدس والحمص.
ذكر الفخار الصيني
وأما الفخار الصّيني فلا يصنع منها إلا بمدينة الزيتون (٣٥) وبصين كلان (٣٦) ، وهو من تراب جبال هناك تقد فيه النار كالفحم ، وسنذكر ذلك ، ويضيفون إليه حجارة عندهم ويوقدون النار عليها ثلاثة أيام ، ثم يصبون عليها الماء فيعود الجميع ترابا ، ثم يخمرونه فالجيّد منه ما خمّر شهرا كاملا ولا يزاد على ذلك ، والدّون ما خمر عشرة أيام وهو هنالك بقيمة الفخار ببلادنا أو أرخص ثمنا ، ويحمل الى الهند وسائر الاقاليم حتى يصل إلى بلادنا بالمغرب وهو أبدع أنواع الفخار!
ذكر دجاج الصين
ودجاج الصين وديوكها ضخمة جدا أضخم من الإوز عندنا (٣٧) وبيض الدجاج عندهم أضخم من بيض الإوز عندنا ، وأما الإوز عندهم فلا ضخامة لها ، ولقد اشترينا دجاجة فأردنا طبخها فلم يسع لحمها في برمة واحدة فجعلناه في برمتين.
ويكون الدّيك بها على قدر النّعامة وربّما انتتف ريشه فيبقى بضعة حمراء ، وأول ما رأيت الديك الصيني بمدينة كولم ، فظننته نعامة وعجبت منه ، فقال لي صاحبه : إن ببلاد الصين ما هو أعظم منه ، فلما وصلت إلى الصين رأيت مصداق ما أخبرني به من ذلك.
__________________
(٣٥) الزيتون كان هذا الموقع في صدر الأعلام الجغرافية التي استنجدت فيها بزملائي أعضاء الوفد الصيني في المؤتمر العالمي لتنميط الأعلام الجغرافية (نيويورك) وقد بعث إلى البروفيسور دوكسيانگمينك Du Xiangming مدير معهد البحث الطوبّوغرافي في بيكين بالمعلومات التالية : الزيتون : التي عرفت عند بعض المعلقين تحت اسم تسوتونك (Tseu ـ Thoung) هي التي تحمل اليوم اسم : قانزهوQuanz ـ hou ، وقد ترجم الاسم الذي استعمله المعلقون المشار اليهم في كلمة صينية يمكن تهجيتها هكذاCitong الذي هو الاسم المنتحل لقانز هو ... انظر ملحق المراسلات
(٣٦) كلمة صين كلان ـ وهي بالذات صين الصين : كان جواب الأستاذ المذكور عنها بما يلي : صين كلان مرادف لكلمةGuangzhou وهي كانطون Canton ... هذا واذكر أن سليمان التاجر يسمى هذا العلم الجغرافي باسم (خانفو) الذي كان يترجم إلى كانطون. اخبار الصين والهند جمعت سنة ٢٣٧ باريز ١٩٤٨.
(٣٧) معلومات يعززها ما سجله أودوريك أوف بوردينون (Odoric of Prodenone) معاصر ابن بطوطةBeckingham IV P.٩٨٨ ـ Not ٥.