مثل لها أيضا في عجب وضعها وبديع صنعها ، وأبدع زاوية رأيتها بالمشرق زاوية سرياقص التي بناها الملك الناصر (١٢٨) ، وهذه أبدع منها واشد احكاما وإتقانا والله سبحانه ينفع مولانا أيده الله بمقاصده الشريفة ويكافىء فضائله المنيفة ويديم للاسلام والمسلمين أيامه وينصر ألويته المظفرة وأعلامه (١٢٩).
ولنعد إلى ذكر الرحلة فنقول : ولما حصلت لي مشاهدة هذا المقام الكريم وعمّني فضل إحسانه العميم قصدت زيارة قبر الوالدة فوصلت إلى بلدي طنجة وزرتها ...
الزاوية العظمى كما تخيّلها سعيد لحميني فكيف تتخيلها أنت من خلال وصف ابن الحاج النميري؟
__________________
(١٢٨) انظر ج I ص ٨٤.
(١٢٩) مكّنتنا هذه الخاتمة من تسجيل لقطات تاريخية هامة أيام أبي عنان ومجالسه العلمية وطموحاته ومنشأته الحضارية الكبرى : المدارس العلمية والزاوية الكبرى ولو لا ما تعرض له هذا الملك العظيم من مصير محزن في ذي الحجة ٧٥٩ ـ ١٣٥٨ لكان للدولة المرينية وجه أكثر إشراقا ، ويكفي أن نعرف أن العواصم المغربية لا تخلو من أثر حضاري من آثار السلطان أبي عنان رحمهالله ...