وربّما مسحته من ذوآئبها |
|
بكلّ فضل على فوديه مجرور |
وأدرد من ثناياه بما أخذت |
|
منه مقاحم أعواد الدّهارير |
محنّك حلب الأيام أشطرها |
|
وساقها سوق حادي العير للعير |
مقيّد الخطو جوّال الخواطر ، في |
|
عجيب أمريه من ماض ومنظور |
قد واصل الصّمت والإطراق مفتكرا |
|
بادي السّكينة مغبّر الأسارير (٢٠) |
كأنّه مكمد مما تعبّده |
|
خوف الوعيدين من دكّ وتسيير |
أخلق به! وجبال الارض راجفة |
|
أن يطمئنّ غدا من كلّ محذور!! |
ثم استمر في قصيدته على مدح عبد المومن بن علي.
قال ابن جزي : ولنعد إلى كلام الشيخ أبي عبد الله ، قال : ثم خرجت من جبل الفتح إلى مدينة رندة وهي من أمنع معاقل المسلمين وأجملها وضعا (٢١) ، وكان قائدها إذا ذاك الشيخ أبو الربيع سليمان ابن داود العسكري (٢٢) ، وقاضيها ابن عمي الفقيه أبو القاسم
__________________
(٢٠) في بعض النسخ المطبوعة للمعجب يوجد مغفر عوض مغبّر ... هذا وتنبغي العودة إلى (تاريخ المنّ بالامامة) لابن صاحب الصلاة لاستيعاب ما قيل من الشعر في جبل طارق من لدن عدد من الشعراء ، من أمثال ابن المنخل في بائيته وابن سيد الاشبيلي في لاميته وبائيته كذلك والقرشى الطليق في بائيته أيضا ومحمد بن صاحب الصلاة في قافيته .. وأغتنم هذه الفرصة لأنوه بترجمة هذه القصيدة البديعة الصعبة في نفس الوقت إلى اللغات الأروبية ...
(٢١) ينبغي أن نذكّر هنا ـ ونحن نتنقل مع ابن بطوطة من جبل طارق شمالا إلى رندة ثم النزول جنوبا من رندة إلى مربلة ... ينبغي أن نذكر باتفاق ابرم بين ملك غرناطة وبين ملك فاس على أن يتنازل الأول للثاني على رندة ومربلة وجبل طارق ... وهكذا فإن ابن بطوطة يتجول لحد الآن في أراض مغربية! ويلاحظ على الرحالة المغربي أنه لم يعط لمسجد رندة ما يستحقه من الوصف ، وقد كانت رندة عاصمة لهذه الأقاليم المغربية.
(٢٢) أبو الربيع سليمان يعد من وزراء السلطان أبي عنان وقد كان في صدر المقاتلين ضد الحفصيين عام ٧٥٦ ـ ١٣٥٥ ـ ابن الأحمر : روضة النّسرين المطبعة الملكية الرباط ١٤١١ ـ ١٩٩١.