القطعة الواحدة منها بركالة (٤٢) ، بفتح الباء الموحدة وسكون الراء وفتح الكاف واللام.
ذكر دراهم الكاغد التي بها يبيعون ويشترون
وأهل الصين لا يتبايعون بدينار ولا درهم ، وجميع ما يتحصل ببلادهم من ذلك يسبكونه قطعا كما ذكرناه وانما يبيعهم وشراءهم بقطع كاغد ، كل قطعة منها قدر الكف مطبوعة بطابع السلطان وتسمى الخمس والعشرون قطعة منها بالشت (٤٣) ، بباء موحدة وألف ولام مكسور وشين معجم مسكن وتاء معلوة ، وهو يمعنى الدينار عندنا (٤٤) وإذا تمزقت تلك الكواغد في يد إنسان حملها إلى دار كدار السكّة عندنا فأخذ عوضها جددا ودفع تلك ، ولا يعطي على ذلك أجرة ولا سواها (٤٥) ، لأن الذين يتولون عملها لهم الأرزاق الجارية من قبل السلطان ، وقد وكل بتلك الدار أمير من كبار الامراء ، وإذا مضى الانسان إلى السوق بدرهم فضة أو دينار يريد شراء شيء لم يؤخذ منه ولا يلتفت إليه حتى يصرفه بالبالشت ويشتري به ما أراد.
ذكر التراب الذي يوقدونه مكان الفحم
وجميع أهل الصين (٤٦) والخطا (٤٧) إنما فحمهم تراب عندهم منعقد كالطّفل عندنا
__________________
(٤٢) الكلمة من أصل فارسي (PARGALA) وتعني القطعة والجزء ...
(٤٣) بالشت كلمة فارسية وتعني في الأصل الوسادة أو الكيس وقد استعملت للقطعة الذهبية أو الفضية ، ويلاحظ من الآن انتشار اللغة الفارسية في الامبراطورية الصينية وفي البلاط كذلك ، وقد خصص ماركو بولو فصلا للحديث عن العملة.
(٤٤) البالشت ـ كنت مضطرا إلى أن ألتجئ بتاريخ ١٢١٢٧ / ٦ / ١٩٩٥ لسفارتنا في بكين بعد أن استنفذت كل الوسائل وقد قام صديقنا الأستاذ السفير عبد الرحيم بن عبد الجليل باستشارة المتخصصين من أمثال الأستاذ الجامعي تشوكاي Zhu kai. ويذكر التقرير الذي توصلت به شاكرا أن العملة الورقية الوحيدة التي كانت متداولة في الفترة التي قضاها الرحالة المغربي في الصين أي في عهد دولة يوان (Yuan) نوعان : BAOCHAO وJIAOCHAO ... وقد تكون كلمة بالشت تحريفا لBAO CHAO التي تعني النقد النفيس (يذكر أن البالشت في اصطلاح المغول قطعة ذهبية معينة المقدار كما في (فرهنك آنندراج).
ويقول التقرير : أن الاسم الكامل لهذه العملةZHI YUAN TONG XING BAO CHAO بمعنى نقد نفيس متداول في عهد الامبراطور. تراجع الملاحق وقد زودنا السفير بأحسن صورة لهذه العملة عن كتاب حول تاريخ النقود بالصين ...
(٤٥) نفس المعلومات يرددها ماركوپولو بإضافة أن تكلفة التبديل تقتضي دفع ثلاثة في المائة.
(٤٦) يقصد بالصين هنا القسم الجنوبي من البلاد في مقابلة القسم الشمالي الذي يحمل اسم بلاد الخطا ... وهكذا فكلما ذكر الصين مجردة فإن قصده إلى الجنوب ...
(٤٧) كلمة الخطا (Cathay) التي تعطي للصين الشمالي كما قلنا ـ كلمة مستعملة من لدن الأوربيين في القرن الثالث عشر إلى السادس عشر الميلادي ، ربما كانت آتية من إمارة بروطو مونغول ـ (Proto mongole) المنتمين إلى (ki ـ an) التي حكمت من عام ٩٠٧ إلى عام ١١٢٢ ، وفي الروسيا نجد أن الصين تسمّى دائما قطاي (Kitay).