موضع فسيح ، عندها عين ماء تنسب اليه ، ملأى بالحوت ولا يصطاده أحد ، وبالقرب منها حوضان منحوتان في الحجارة عن جنبتي الطريق ، وبمغارة الخضر يترك الزوار ما عندهم ويصعدون منها ميلين إلى أعلى الجبل حيث القدم.
ذكر القدم
وأثر القدم الكريمة قدم أبينا أدم صلىاللهعليهوسلم في صخرة سوداء مرتفعة بموضع فسيح وقد غاصت القدم الكريمة في الصخرة حتى عاد موضعها منخفضا ، وطولها أحد عشر شبرا ، وأتى إليها أهل الصين قديما فقطعوا من الصخرة موضع الإبهام وما يليه (٢٦٤) وجعلوه في كنيسة بمدينة الزيتون يقصدونها من أقصى البلاد.
وفي الصخرة حيث القدم ، تسع حفر منحوتة يجعل الزوار من الكفار فيها الذهب واليواقيت والجواهر ، فترى الفقراء إذا وصلوا مغارة الخضر يتسابقون منها لأخذ ما بالحفر! ولم نجد بها إلا يسير حجيرات وذهب أعطيناها الدليل.
والعادة أن يقيم الزوار بمغارة الخضر ثلاثة أيام ياتون فيها إلى القدم غدوة وعشيا ، وكذلك فعلنا.
ولما تمت الايام الثلاثة عدنا على طريق ماما ، فنزلنا بمغارة شيم ، وهو شيت بن أدمعليهماالسلام ، ثم إلى خور السمك ، ثم إلى قرية كرملة ، بضم لكاف وسكون الراء وضم الميم، ثم إلى قرية جبركاوان ، بفتح الجيم والباء الموحدة وسكون الراء وفتح الكاف والواو وآخره نون ثم إلى قرية دل دينوه ، بدالين مهملين مكسورين بينهما لام مسكن وياء مد ونون مفتوح وواو مفتوح وتاء تأنيث ، ثم إلى قرية أت قلنجة (٢٦٥) ، بهمزة مفتوحة وتاء مثناة مسكنة وقاف ولام مفتوحين ونون مسكن وجيم مفتوح ، وهنالك يشتي الشيخ أبو عبد الله بن خفيف.
__________________
(٢٦٤) حسب ما رواه ماركوپولو عام ١٢٨٤ فإن الخان الأعظم بعث بسفارة إلى سيلان نجحت في أن تنقل معها إلى خان باليك (بيكين) ضرسين وشعرات. وبعض المواد وآنية خضراء منحوثة من حجر محفوظ في الجبل ، ويعتقد أن هذه المواد كانت ملكا لبوذا أو آدم هذا وسنرى أن ابن بطوطة يخلط بين شيم ولد نوح وشيت ولد آدم.
(٢٦٥) لم تمكّنا استشارة خريطة لسيلان Cylon ولو أنها من مقياس ٦٣٠٠٠ / ١ من تحديد مضبوط لهذه الامكنة المذكورة من قبل ابن بطوطة ، قرية كرملة ـ جبر كاوان ـ دل دينوه ـ أت قلنجة. اللهم اذا قلنا أن (ادل دينوة) تعني دينيايا (Denyaya) في إقليم الجنوب. وقلنا إن (أت قلنجة) يمكن أن تكون أتنلوو (Anttenluwo) في الخريطة التي وضعها فرانسوا فالاتيجينس (Francois Valentijim\'s) حوالي عام ١٦٨٦ ...