ذكر معدن النحاس
ومعدن النحاس بخارج تكدا (١٢٢) يحفرون عليه في الأرض فإذا سبكوه نحاسا أحمر صنعوا منه قضبانا في طول شبر ونصف ، بعضها رقاق وبعضها غلاظ ، فتباع الغلاظ منها بحساب أربع مائة قضيب بمثقال ذهب ، وتباع الرقاق بحساب ستمائة وسبع مائة بمثقال ، وهي صرفهم يشترون برقاقها اللّحم والحطب ، ويشترون بغلاظها العبيد والخدم والذرة والسمن والقمح ، ويحمل النحاس منها إلى مدينة كوبر (١٢٣) من بلاد الكفار وإلى زغاي (١٢٤) وإلى بلاد برنو (١٢٥) ، وهي على مسيرة أربعين يوما من تكدا وأهلها مسلمون لهم ملك اسمه ادريس (١٢٦) لا يظهر للناس ولا يكلّمهم الا من وراء حجاب ومن هذه البلاد يؤتى بالجواري (١٢٧) الحسان والفتيان والثياب الجيّدة ، ويحمل النّاس أيضا منها إلى جوجوة (١٢٨) وبلاد المورتبين (١٢٩) وسواها.
__________________
(١٢٢) انظر ما تقدم ـ تعليق ١١٥.
(١٢٣) كوبر (Gobir) تقع في منطقة مارادي (Maradi) جنوب جمهورية النيجر الحالية ، غربيّ العاصمة نيامي. انظر الخريطة.
(١٢٤) زغاي القصد بدون شك إلى دياDia أو دياگاDiaga على ساحل نهر النيجر ، بعض المخطوطات تحمل اسم زاغاي وبعضها زاغري Mauny : Texte et Documats P.٦٧ N ٣.
(١٢٥) تقع برنو في شرق بحيرة التشاد ، التي تقع بين الجزائر والتشاد ، كانت على ذلك العهد جزءا من مملكة كانم.
(١٢٦) إدريس ابن ابراهيم ملك كانم ١٣٢٩ ـ ٥٣ وفي هذا العهد كانت برنو قسما من امبراطورية كانم يقول العمري : محجوب لا يراه أحد إلا في يوم العيدين يرى بكرة وعند العصر ، وفي سائر السنة لا يكلمه أحد ولو كان أميرا إلا من وراء حجاب!!
(١٢٧) الحديث عن جمال الجواري في بورنو تكرر في مصادر أخرى بصياغة أكثر دلالة وإثارة كذلك على نحو ما نقرأه عند محمد بن عمر التونسي (ت ١٢٧٤ ـ ١٨٥٧) في تأليفه الرحلة إلى وادي داي (Oud day) الذي ترجمه د. بيرون (Perron) إلى الفرنسية بعنوان (Voyage au Ouaday) وطبع بها وضاعت نسخة العربية! الزركلي : الأعلام / ص ٢٠٩.
(١٢٨) جوجوة : ربما كان القصد إلى گاوگاو (Kukawa) التي ذكر هاليون الافريقي والتي تقع في شرق كانم وشمال دارفور (Darfour) بجمهورية السودان الحالية. وقد أشار ابن سعيد ١٢٨٦ م ـ ٦٨٥) إضافة لهذا إلى جاجا (Djadja) كعاصمة لكانم.
(١٢٩) بلاد المورتبين : هذه البلاد لم يعرف تحديدها ... ويتسائل هل ما إذا لم تكن في منطقة كانم بورنو أو بلاد الهوسا ...Cuoq : Recueil : P.٩١٣ ـ Note ,٣