ثم وصلنا بهد ذلك إلى مدينة كنكار (٢٤٩) ، وضبط اسمها بضم الكاف الأولى وفتح النون والكاف الثانية وآخره راء وهي حضرة السلطان الكبير بتلك البلاد ، وبناؤها بين جبلين على خور كبير يسمّى خور الياقوت ، لأن الياقوت يوجد به ، وبخارج هذه المدينة مسجد الشيخ عثمان الشيرازي المعروف بشاوش (٢٥٠) بشينين بينهما واو مضموم. وسلطان هذه المدينة وأهلها يزورونه ويعظمونه وهو كان الدليل إلى القدم فلما قطعت يده ورجله صار الأدلاء أولاده وغلمانه ، وسبب قطعه أنه ذبح بقرة! وحكم كفار الهنود أنه من ذبح بقرة ذبح كمثلها أو جعل في جلدها وحرق ، وكان الشيخ عثمان معظما عندهم فقطعوا يده ورجله وأعطوه مجبى بعض الأسواق.
ذكر سلطان [كنكار]
وهو يعرف بالكنار (٢٥١) بضم الكاف وفتح النون وألف وراء ، وعنده الفيل الأبيض ، لم أر في الدنيا فيلا أبيض سواه ، يركبه في الأعياد ويجعل على جبهته أحجار الياقوت العظيمة ، واتفق له أن قام عليه أهل دولته وكحلوا عينيه وولّوا ولده وهو هنالك أعمى.
ذكر الياقوت
والياقوت العجيب البهرمان (٢٥٢) انما يكون بهذه البلدة ، فمنه ما يخرج من الخور ، وهو عزيز عندهم ، ومنه ما يحفر عنه. وجزيرة سيلان يوجد الياقوت في جميع مواضعها ، وهي متملّكة فيشتري الانسان القطعة منها ، ويحفر عن الياقوت فيجد أحجارا بيضاء مشعّبة، وهي التي يتكون الياقوت في أجوافها فيعطيها الحكّاكين فيحكّونها حتى تنفلق عن أحجار
__________________
(٢٤٩) كنكار ربّما كان القصد إلى (Kurungala) تقع في داخل البلاد ، وهي عاصمة دولة السنهاليين منذ تاريخ ١٢٤٨. ٦٨٣ وفيها كان يقيم ملوكهم.
(٢٥٠) الشاوش كلمة تركية تعني الحارس أو المساعد.
(٢٥١) كنار ربما كان الأمر يتعلق بلقب من أصل سنسكري (Kunwar) (أمير) ... وعن السلطان الذي سملوا عينيه فإن القصد إلى فيجايابّاهو الخامس (Vijayabahu V) الذي تملك من عام ١٣٣٣ إلى ١٣٤٤ وولده هو بهو فانايكاباهو الرّابع ٤٥٧ ـ ٥٤٧ ٣٥٥١ ـ ٤٤٣١ (Bhuvanidabahu IV) وهو الذي حوّل عاصمته إلى گامبّولا (Gampola) التي تقع أيضا في داخل الجزيرة. كان على ابن بطوطة أن يزور كورنگالا (kurunegala) حوالي منتصف شهر شتنبر ١٣٤٤ أوائل جمادى الأولى ٧٤٥.
(٢٥٢) البهرمان (L.Escarbouches) نوع من الياقوت الأحمر الفاتح ، ويوجد في هذه الجزيرة الياقوت الجيد الذي لا يوجد مثله في العالم كله. وكذلك يوجد هنا النوع الأصفر الذي يسمى في الاصطلاح ، الطوبّازTopazes والنوع الأزرق الذي يسمى SAPHIR.