فيه إلا جريا ضعيفا ، لم يكن له اتصال ولا استقامة ، أي إنه قد أنفق عليه بسببها ألف دينار ، ولكن حفره كان صعبا جدا ، إنما كانوا يحفرون حصى ولا يعمل فيها المعاول».
وذكر النويري أن المتوكل تقدم إلى محمد وأحمد ابني موسى بن شاكر «في حفر النهر المعروف بالجعفري ، فأسندوا أمره إلى أحمد بن كثير الفرغاني ، فغلط في فوهة النهر المعروف بالجعفري ، وجعلها أخفض من سائره ، لا يغمر سائر النهر (١)».
فصار ما يغمر فوهة الأعلى الكسروي الذي يذكر سهراب «أوله دور للحارث بشيء يسير مماس لقصر المتوكل المعروف بالجعفري وعليه هناك قنطرة من أحجاره ثم يمر إلى الإيتاخية (٢)».
وهذا النهر غير الثلاثة قواطيل التي «أولها كلها موضع واحد أسفل مدينة سرّ من رأى بفرسخين بين المطيرة وبركوارا ، ويسمى الأعلى منها اليهودي وعليه قنطرة ضيقة ، يمر إلى أن يصبّ في القاطول الكسروي والمأمونية (٣)».
وكان في المنطقة شرقي سامرّاء والمتوكلية نهر يأخذ من الزاب عند السابروج والسودقانية تنزرع منه أنهار منها السيب وتفرعاته ، إلى أن يصبّ في القاطول عند المأمونية (٤)».
__________________
(١) نهاية الأرب ٩ / ١٦٥ ؛ وانظر : عيون الأنباء لابن أبي أصيبعة ٢٨٦.
(٢) سهراب ١٢٧.
(٣) المصدر نفسه ١٢٨.
(٤) الوزراء لحفيد صاحب النعمان ١٥٩ ـ ١٦٠.