المشرفون على البناء :
ذكر اليعقوبي المشرفين على بناء قصور المعتصم ، وهم من كبار رجال الإدارة ، وفيهم بعض رجال الجيش ، وسميت أكثر هذه القصور باسم المشرفين على بنائها ، ولابدّ أن هذا الإشراف شمل تنظيم الإنفاق على البناء ومتابعة سيره ، أما التخطيط فقد أعده مهندسون لم يرد ذكر لأسمائهم.
جامع المعتصم :
وضع المعتصم في تخطيطه الأول لسامرّا جامعا واحدا ، قال عنه البلاذري إن المعتصم (خط المسجد الجامع ، واختط الأسواق حول الجامع) (١) أي إن الجامع كان المحور الأساسي الثابت في التخطيط ، ولم يجعله ملاصقا لقصره كما فعل المنصور في تخطيط المدينة المدوّرة والرصافة ، وإنما جعله قرب الأسواق فيكون محور تجمع أصحاب الحرف وأهل السوق.
حدد اليعقوبي موقع الجامع الذي شيده المعتصم ، فذكر أنه في شارع السريجة وهو الشارع الأعظم الذي يمتد إلى وادي إسحاق بن إبراهيم وإلى المطيرة. وذكر أن في هذا الشارع الأعظم قطائع الناس يمنة ويسرة ، وفي دروب من جانبي الشارع الأعظم تنفذ إلى شارع أبي أحمد وتنفذ إلى دجلة. وتمر القطائع إلى ديوان الخراج الأعظم ، وفي هذا الشارع قطائع قواد خراسان ، ثم مواضع الرطابين وسوق الرقيق ، ثم مجلس الشرط والحبس الكبير ومنازل الناس والأسواق في هذا الشارع ، ثم الجامع الكبير الذي لم يزل يجمع فيه إلى أيام المتوكل ، فضاق على الناس فهدمه وبنى مسجدا جامعا واسعا في طرف الحير (٢). ويتضح من هذا إدراك المعتصم أهمية السوق والناس في الحياة العامة. فجعل الجامع ، وهو الوحيد فيها.
__________________
(١) فتوح البلدان ٢٦٨.
(٢) البلدان ٢٦٧ ، معجم البلدان ٣ / ١٧.