الخلق فانه يزيد فى الخلق والحفظ وأتيته يوما وقد حلقت رأسى فغضب وقال ما هذه المثلة فقلت أمثلة هذا قال نعم قال عمر بن عبد العزيز اياكم والمثلة فى الصورة فقيل له وما المثلة قال حلق الرأس واللحية ومات سنة تسع وتسعين وثلثمائة ومن عقبه بالتربة الامام الفقيه العالم المحدث أبو عبد الله محمد بن سلامة القضاعى قاضى مصر له مصنفات كثيرة فى العلم والحديث والتفسير فمن مصنفاته الفاحم فى تفسير القرآن العظيم قريب من عشرين مجلدا وكتاب الشهاب فى المواعظ والامثال وكتاب منثور الحكم من كلام على كرّم الله وجهه وكتاب الاعداد وكتاب أنباء الانبياء وتواريخ الخلفاء وكتاب المعجم فى أسماء شيوخه الذين قرأ عليهم ووصل فى رحلته الى الشام والحجاز والقسطنطينية وقد تقدمت مناقبهم مع القضاة ذكرهم ابن عثمان فى تاريخه وبالتربة أيضا قبر زوجته ذكرها صاحب المصباح فى تاريخه وسموا بالقضاعيين لان قبيلتهم تسمى بنى قضاعة ولم يبق بتربتهم غير قبر واحد مبنى مسنم يعلوه البياض والى جانب تربتهم تربة شهاب الدين العمرى وهى التربة المطلة على الخندق وهو الشهاب عبد الله بن عبد الوهاب بن محمود المعروف بالعمرى قال المؤلف والعمريون من نسل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه توفى سنة تسع وعشرين وستمائة وكانت له دعوة مجابة وفى تربته أيضا قبر الفقيه الامام العالم ابن عبد السلام المالكى وعليه عمود مشقوق نصفين مكتوب فيه بالكوفى اسمه ووفاته وهو القبر البحرى من قبر العمرى وليس على قبر العمرى تاريخ وانما هو كالمصطبة يليه من جهة القبلة وقيل إن تربته هذه خطها له رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى النوم وكان لا يقصده أحد فى شئ الا أعطاه وهو معدود فى طبقة الفقهاء هكذا حكى عنه القرشى فى تاريخه والى جانبه قبر الشيخ الفقيه العالم الامام رشيد الدين أبى الخير سعيد بن يحيى ابن جعفر بن يحيى الارمنى العاقد بمصر كان من أجلاء العلماء مات رضى الله عنه سنة سبع وستين وستمائة وهو الآن لا يعرف له قبر ثم تمشى مغربا خطوات يسيرة تجد قبر ذى النون العدل ابن نجا الاخميمى عابد مصر وليس هو بذى النون المصرى قال ابن الضراب فى تاريخه كان ذو النون الاخميمى من الزهاد العباد يقتات بدرهم فى الشهر وكان قد نحل من العبادة وكان يقول رض نفسك بالجوع تظهر لك مقامات الكشف وقال رضى الله عنه رأيت راهبا فى بعض الصوامع وقد صار كالشن البالى من كثرة عبادته فقلت لنفسى أهّل لهذه العبادة والخدمة وهو مشرك قال فرفع رأسه الى وقال استغفر الله مما قلت وعزته ما عبدته حتى عرفنى به قلت فما هذه الاثواب قال أثواب أتستر بها عن