والانبارى ودعا بما شاء استجيب له وكان المحاملى من الحفاظ وهو شافعى المذهب عدّه القرشى فى طبقة الفقهاء وحكى أنه كان قد جاور رجلا من الأغنياء بمصر وهو يومئذ من طلبة العلم وكان ذلك الرجل الغنى يراه فيقول لابنه يا بنى يعجبنى هذا الشاب وانى لا أراه الا وهو يتلو القرآن العظيم أو يقرأ العلم وكان يأمر له بدراهم فيأخذها المحاملى وينفقها ثم سأل الله أن يسهل له ما يتجر به ثم خرج يوما وأتى الى جبانة مصر ودعا عند مقابر الصالحين فلم يزل كذلك حتى أتى قبر عبد الله بن أحمد بن طباطبا فقرأ وبكى عند قبره وكان قد أجهده الفقر فأخذته سنة من النوم فرآه فى المنام وهو يقول له اذهب فقد قضيت حاجتك قال فى الدنيا قال فى الدنيا قال وفى الاخرة قال وفى الآخرة فنزل من الجبانة وأتى الى بيته وكان شعثا فدخله فاذا على الباب من يناديه فظن أنه بعض الطلبة يصيح به فقال له اذهب فليس لى بك حاجة فقال افتح فأنا حاجتك الآن قال ففتح له فاذا هو جاره الغنى فأعطاه كيسا وقال له اذهب معى الى الحمام فدخل معه الى الحمام فغسله وألبسه ثيابا نظيفة وقال له اذا دخلت البيت فاضرب علىّ الباب فاذا فتحت لك فادخل وتحدث معى ساعة ثم قل بعد ذلك قد جئتك خاطبا لا بنتك فاذا أظهرت لك الحرج قل لا نخف هذه ألف دينار مهرها ثم دخل الرجل الى منزله وجاء المحاملى بعد ساعة فطرق الباب فقال الرجل لغلمانه أنظروا من بالباب فخرجوا وعادوا وقالوا على الباب رجل ذو بزة وهيئة حسنة فقال مروه بالدخول فدخل فقام له وترحب به وأجلسه الى جانبه وتحدث معه ساعة ثم قال له إنى قد جئتك خاطبا لابنتك فأراه الغضب ثم قال له ما معك ما تمهرها قال معى ألف دينار ثم رمى الكيس بين يديه فقام لامها فقال انا لا نجد مثل هذا فقالت زوجها له الساعة فأحضر القاضى والشهود وعقد له على ابنته ودخل بها ولما دنت وفاة الرجل أوصى له بثلث ماله وكانت زوجة المحاملى من الصالحات كان اذا نام المحاملى توقظه وتقول له ما هذه عادة أبى وكان يحيى الليل رضى الله عنها وكان المحاملى من العلماء المشهورين بالعلم قال ابراهيم بن سعيد الحوفى كنت أرى أكابر العلماء يزورون قبره ويتبركون بالدعاء عنده وعنده قبر الرجل الصالح دبير العابد واسمه على بن محمد المهلبى وانما أطلق عليه هذا الاسم لحكاية جرت له مع السواح وهى أنه قال خرجت يوما فرأيت قوما عجبت من نور وجوههم فزافقتهم يومين فلم يأكل أحد منهم شيأ فجعت وعطشت فقالوا لى ما بك يا غلام فقلت جائع وعطشان فقالوا إنك لا تصلح للمرافقة ثم قالوا لرجل منهم رده مأخذ بيدى فاذا أنا قائم على باب منزلى وفاتتنى صحبتهم فلاجل ذلك سميت نفسى دبيرا