وقيل عنه إنه حفر قبره بيده وكان يأتيه وينزل فيه ويتمرغ ويقول يا قبر جاءك دبير ومعهم فى التربة سبعة من الابدال كان يشار اليهم فى زمنهم بالخير والصلاح وهم أحمد وابراهيم واسماعيل ومحمد وعبد الله ويحيى وموسى وبهذه التربة قبر الرجل الصالح المعروف بالسدار وقيل إن معهم فى التربة الخمسة الاشباح ذكرهم الموفق فى تاريخه وفى التربة أيضا رخامة مكتوب عليها قبر السبتى بن هارون الرشيد قلت ذلك غير صحيح وقد ذكر أبو الفرج وفاة السبتى ببغداد بعد حكاية طويلة اتفقت له مع صاحب الدار ثم تخرج من باب هذه التربة الغربى تجد قبرا مبنيا على هيئة المصطبة على باب التربة وعنده محراب قال الشيخ موفق الدين هو الفران ولم يذكر له اسما ومكتوب على قبره هلال الفران وهذا غير صحيح والصحيح أن اسمه أبو الحسن على الفران ذكره القرشى فى المزارات وابن بصيلة والمكى وحكى عنه الموفق أنه كان من أرباب الطى وكان اذا بقى للوقفة يوم يمضى ويحج ويأتى وكان الحجاج يأتون ويخبرون برؤيته معهم ومن فضائله أن أمرأة عجوزا أتته ومعها رغيفان عجينان تريد أن تخبزهما فلما خبزهما وأخرجهما من الفرن تنهدت وبكت فقال لها مم بكاؤك فقالت ان ولدى بالحجاز وذكرته باسمه ونعته وكنت أشتهى لو أكل من هذا الخبز السخن فقال لها لفيهما فى هذا المنديل واتركيهما فتركتهما ومضت وكانت تلك الليلة ليلة عرفة فلما جاء الحج جاء ولدها ومعه المنديل وأعطاه لامه فقالت لا اله الا الله متى جاءك هذا المنديل قال ليلة الوقفة وفيه رغيفان سخنان وشاع ذلك واشتهر وهذا مما لا ينكر فقد اشتهر عن أبى الخير التنياتى لما ذكر فى مجلسه أرباب الطى وغيرهم وتذاكروا مواهب الله سبحانه وتعالى لهم فتبرم الشيخ رحمهالله وقال أنتم تقولون فلان يمشى فى ليلة واحدة الى كذا وكذا إنى أعرف عبدا حبشيا كان جالسا فى جامع طرابلس ورأسه فى جيب مرقعته فخطر له خاطر فقال فى سره يا ليتنى كنت بالحرم ثم أخرج رأسه من مرقعته فاذا هو بالحرم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم والى جانب قبره قبر زوجته كانت من الصالحات وبحريها بخطوات يسيرة قبر سيد الاهل ابن حسن المعروف بالقماح قال ابن ميسر فى تاريخه حدثنى أبى عنه رضى الله عنه أنه كفل خمسمائة بيت فى دولة المستنصر فى زمن الغلاء وكانت له صدقات وبر ومعروف ومن غربيه تربة بنى شداد العمايم الا أنها لا تعرف الآن وقبر سيد الاهل مبنى بالطوب الآجر على هيئة المصطبة وغربيهم جماعة نذكرها عند ذكر الشقة الثالثة إن شاء الله والى جانب قبر الفران تربة تعرف بتربة الذهبى بها قبر الشيخ الامام العالم أبى حفص عمر الذهبى كان إماما بمسجد الهيثم والجامع العتيق