أنا أزوجك فأخذهما رحمهالله تعالى وزوجنى ابنته فقمت الى منزلى وصليت العشاء ثم قدّمت العشاء وكان خبزا وزيتا فاذا بالباب يطرق فخرجت فاذا هو سعيد بن المسيب فقال لى انك كنت رجلا عزبا فكرهت أن أتركك وحدك وهذه زوجتك قال ثم أدخلها وذهب فأعلمت الجيران وقلت ان سعيد بن المسيب قد زوجنى ابنته وجاءت أمى فقالت وجهى من وجهك حرام حتى أصلحها الى ثلاثة أيام قال فلما كان بعد ثلاثة أيام دخلت عليها فاذا هى من أحسن الناس قارئة محدثة تقوم فتصلى فى الليل وتعرف حق الزوج فأتيته فقال لى كيف ذلك الانسان فقلت على ما يحب الصديق ويكره العدوّ فقال ان رابك منه شئ فالعصا ثم بعث الىّ بمائة دينار وعدّه القرشى فى طبقة الفقهاء وقال قبره قبلى المصلى الا أنه لا يعرف الآن ثم تمشى مشرقا خطوات يسيرة تجد قبة قد سقط بعضها تحتها السيدتان الشريفتان فاطمة الكبرى وفاطمة الصغرى أما فاطمة الكبرى فهى ابنة عيسى الامام ابن محمد بن اسماعيل بن القاسم الرسى ماتت بعد الستين والاربعمائة وتاريخ وفاتها عند رأسها فى أصل القبة والدعاء تحتها مجاب وقال القرشى من جعل هذه القبة وراءه والادفوى أمامه ووقف وبسط يديه ودعا استجيب له وهذه القبة هى رأس مقبرة الجارودى وقد ذكر القرشى فى كتابه خلاف ما ذكر الموفق فى تاريخه قبورا كثيرة وتربا بين الجوسق وهذه القبة قد دثرت وصارت جبانة واحدة وهى تعرف الآن بمقبرة الجارودى أوّلها مقابر المادرائيين وآخرها القبة المذكورة فأجل من بها السيد الشريف أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن اسماعيل المعروف بالجارودى عده القرشى فى طبقة الاشراف وهو من طبقة الميمون بن حمزة ويسمونه صاحب الناقوس وصاحب الناقوس رجل غيره وكان الشريف الجارودى ذا علم ودين وأمانة حكى أبو محمد المالكى أن الاربعة الذين يجاورونه كلهم أشراف من أولاد الحسين والى جانبه من الجهة البحرية قبر البكرى أبى عبد الله محمد الواعظ كان يسكن بالخشابين بمصر وكان الناس يأتون اليه ويجلسون تحت منزله فيعظهم من طاقته قال ابراهيم البكاء وعظهم ليلة فاهتز منزله خمس مرات كالمستمع اذا هزه السماع وكان يقول يستحب للعاصى حضور مجالس الذكر لعله أن يجد بعد قساوة قلبه لينا وكان يقول اذا أردت أن تعصى الله فانظر مكانا لا يراك فيه فان علمت أنك لا يسترك عنه شئ فاستحى أن تعصيه هكذا حكى عنه صاحب المصباح والى جانب قبره قبر صغير حكى ابن عثمان عنه كانت رجله طالعة من قبره على وجه الارض يقال إنه رفس والدته فدعت عليه قال الموفق إنه رأى الرجل وهى طالعة على وجه الارض فجاء قوم من الزوار فوجدوها على وجه الارض