فجعلوا ترابا كثيرا عليها ودفنوها فلما جاء يوم الزيارة وجدوها قد طلعت على الترب فقالو يا قوم ما فينا عاصى غير هذا تعالو ندعوا الله باخلاص لعله يستره ثم إنهم دعوا الله وتصرعوا وبكوا فاستجاب الله دعاءهم وسترها فلم يرجع أحد يراها بعد ذلك اليوم قال الموفق وقباله تربة كبيرة بها امرأة شريفة لم يبق من التربة الا أثر القبة وبالمكان أربعون شريفا ونساء الشريف طباطبا وبالحومة أشراف كثيرة لا يعرف منها قبر من قبر ومعهم فى الحومة قبر هبة العتال ذكره الموفق فى تاريخه قيل إنه كان مع قوم من الزوار من مصر مع الشيخ أبى رحمة فمروا بهذه البقعة ووقف الشيخ أبو رحمة يتكلم ثم التفت الى الشيخ هبة وكان شيخا كبيرا وقال له يا شيخ ما بقى الا القليل فقال الشيخ هبة ايش قلت يا سيدى فقال قلت ما بقى الا القليل فقال والله صدقت ما بقى الا القليل وجلس وجعل رأسه بين ركبتيه فلما فرغ الشيخ من التكلم قالوا له قم وحركوه فاذا هو ميت رحمة الله عليه فغسلوه ودفنوه فى البقعة التى مات فيها وحكى عنه صاحب المصباح أنه خرج يوما مع أصحابه فمر بهذا المكان الذى هو مدفون به فقال هاهنا أدفن اليوم ثم وصل معهم الى قبر الشيخ أبى الحسن المقرى فمات هناك وهو يزور الصالحين ثم حمل الى هذا المكان ودفن فيه والمقبرة معروفة باجابة الدعاء قال صاحب المصباح والى جانب المقبرة مقبرة الغرباء وقد دثرت فلا تعرف الآن وهذا آخر مقبرة الجارودى ثم تمشى من القبة وأنت مستقبل القبلة قاصدا تربة الادفوى تجد قبل الدخول عند الباب الغربى ملاصقا للسقاية قبر الشيخ الصالح عبد الحسيب بن سليمان المعروف بصاحب الجلبة حكى عنه أنه أوقف جلبة لله لتعدية من يحج وجعل فيها من الزاد والماء فأقامت ما يزيد على ستين لم تغب فى سفرة قط وقال بعض مشايخ الزيارة إن الى جانبه قبر السيد الشريف أبى الدلالات قلت ولا أعلم صحة هذا القول لانه لم يذكر أحد من أرباب التاريخ وعلماء النسب من اسمه أبو الدلالات غير اثنين الواحد بشقة الجبل والآخر بالقرافة الكبرى ويحتمل أن يكون شريفا لا يعرف له اسم ثم تدخل الى تربة الادفوى قال العبيدلى فى كتابه الرد كان الادفوى من العلماء المحدثين وذكره القرشى فى تاريخه وأثنى عليه وكان من السبعة الابدال ذكره القرشى فى طبقة الفقهاء وقال إن اسمه محمد الادفوى وكان مشهورا بالعلم مات سنة خمسين ومائتين وهو معدود فى طبقة سليمان ابن زياد أدرك جماعة من القراء وقرأ عليهم وله كتاب الاستغناء فى تفسير القرآن كتبه لامير مصر فكتب الى جانبه يمكن الاستغناء عنه ورده عليه فدعا عليه فلم يقم غير ثلاثة أيام وكفى فخرا أنه شيخ جماعة من المحدثين الاكابر منهم أحمد بن عبد الجبار