ملك مصر جائزة فردّها فقال له القاصد ان أصحابك قبلوا الجائزة فاقبلها فردّها وكتب الى الملك يقول
أرى رجالا بأدنى الدين قد قنعوا |
|
ولا أراهم رضوا فى العيش بالدون |
فاستغن بالله عن دنيا الملوك كما اس |
|
تغنى الملوك بدنياهم عن الدين |
فلما وقف الملك على ذلك غضب فقال له وزيره ان خزائنك أيها الملك وأموالك وعساكرك لا تقيك من دعائه وكان أبو القاسم دواما يتمثل بهذا البيت
استغن عن كل ذى قربى وذى رحم |
|
ان الغنىّ من استغنى عن الناس |
أدرك جماعة من العلماء وروى عنهم ودفن مع أبيه فى قبره مات يوم الجمعة سلخ ذى القعدة سنة سبع وعشرين وثلثمائة ثم تخرج من التربة من الباب الشرقى تجد عند باب التربة قبورا داثرة فيها قبر النجار المقدسى المعروف بالاصم حكى عنه أنه كان يعمل فى الخشب فاذا جاء وقت الصلاة أمسك القدوم فى الخشب فيعرف أن الوقت استحق فما فاتته صلاة فى وقتها ثم تمشى الى المسجد المعروف بمسجد زهرون وقيل هارون والأصح زهرون وهو قديم البناء ذكره علماء التاريخ قال الموفق ان به صحابيا وشهيدا ولم يذكر هذا غيره من علماء التاريخ وفى هذا القول ضعف لانه لم يذكر فى طبقة الصحابة ان بهذا المكان صحابيا وقيل انه أوّل مسجد أسس بالقرافة والموضع يعرف بخطة بنى خولان وهى قبيلة منهم صحابة وتابعيون منهم جماعة عرفت أسماؤهم قال ابن الجباس ورأيت مكتوبا على قبر منها أبو الحسن بن عمر بن عثمان بن عمر بن زكريا الخولانى أشهد انى عبد الله مقر بوحدانيته وانى أشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله صلىاللهعليهوسلم وان الله تعالى خلق السموات والارض وخلقنى ويحيينى ويميتنى ويحاسبنى اللهم فاغفرلى ذنوبى وتجاوز عن سيئاتى وارحم ضعفى واعف عنى وقنى عذاب النار اللهم انى متوكل على فضلك واحسانك يا مالك الدنيا والآخرة مات صاحب هذا القبر فى سنة تسع وخمسين وثلثمائة وبالتربة أيضا أبو حمزة الخولانى وأبو زيد الخولانى معدودان فى التابعين ومن التابعين الامام العالم عبد الله بن جحيرة الخولانى الاكبر والى جانبه قبر أخيه عبد الله الأصغر وقد سلف ذكرهم مع القضاة وهم بازاء مسجد زهرون من الجهة القبلية ورأيت على قبر منها مكتوبا زهرة الخولانية وفى طبقتهم محمود بن كعب من كبار التابعين وبالمقبرة أيضا أبو مرة مولى قيس ابن عبيد الانصارى معدود من التابعين قال القرشى وقبره مع الخولانيين وفى طبقتهم المقداد ابن سلامة وهذه المقبرة تشتمل على مقابر عديدة منها مقبرة الغافقيين وأول هذه المقبرة