إذهب بها الى السوق فأشتر بها عبيدا فذهب واشترى بها عبيدا وعاد اليه فقال لا تدخلوا علىّ بهم الا وفى يد كل واحد منهم عتاقته فما دخلوا بهم عليه الا وهم على تلك الحالة قال القرشى وقبره عند قبر الادفوى عليه لوح رخام أقول والله أعلم إنه أشار الى قبر الجلاجلى وبها أيضا قبر فيه أولاد الشيخ يعقوب الدقاق وقيل إن بالتربة جماعة من المعافريين والتربة الآن معروفة بالخولانيين ونختم التربة بمناقب الشيخ أبى القاسم عبد الرحمن ابن الادفوى رحمهالله وهو معه فى القبر كما تقدم الكلام كان من أجلاء العلماء ومن طلبته محمد بن القضاعى وأبو الحسن الخلعى يروى عنه القضاعى حديثا يرغب فى قراة سورة يس وهو أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال إن لكل شئ قلبا وقلب القرآن يس من قرأ سورة يس يريد بها وجه الله غفر له وأعطى من الاجر مثل من قرأ القرآن اثنتى عشرة مرة وأيما مسلم قرئت عنده اذا نزل به الموت نزل عليه بكل حرف عشرة أملاك يقومون بين يديه صفوفا ويصلون عليه ويستغفرون له ويشهدون غسله ويشيعون جنازته ويشهدون دفنه وأيما مسلم قرأ سورة يس وهو فى سكرات الموت أقام ملك الموت حتى يجيئه خازن الجنان بشراب من شراب الجنة يشربه على فراشه ويتقدم ملك الموت فيقبض روحه وهو ريان ويبعث يوم القيامة وهو ريان ويدخل الجنة وهو ريان وهذا الحديث ذكره وهو واهى الاسناد وكان أبو القاسم كثير العلم له حلقة بجامع مصر يحضرها سادات العلماء وكان أكثر لباسه الصوف فدخل بعض علماء العراق الى مصر فرأى حلق العلماء بالجامع حتى وقف على حلقة أبى القاسم الادفوى فسمعه يتكلم فى علوم كثيرة فعاب عليه لباسه وأنكر ذلك بقلبه فقال أبو القاسم أفيكم من يحفظ أبيات الشافعى فقالوا لا فانشد يقول
علىّ ثياب لو تباع جميعها |
|
بفلس لكان الفلس منهنّ أكثرا |
وفيهنّ نفس لو يعادل جودها |
|
نفوس الورى كانت أجل وأوفرا |
قال فتقدّم العراقى وقال يا سيدى أريد أن أكون أخاك فى الله فأنشد يقول
ولم أر كالدنيا وكشفى لأهلها |
|
فما انكشفوا لى عن صفاء ولا صدق |
طلبت أخا فى الله غربا ومشرقا |
|
فأعوزنى هذا على كثرة الخلق |
فقال له الرجل قد جئت من العراق بأحمال هى لك فقال لو قبلت من غيرك قبلت منك ولكننى أخاف أن أقبل منك فيطمع فينا الملوك فتصدّق بمالك على من شئت واقنع منى بثلاث فقال وما هى فقال اكرم نفسك بالطاعة وارفع يدك عن الدنيا واجعل افتقارك الى الله عزوجل وقد نصحتك والسلام قال فخرج العراقى وهو يبكى وبعث اليه