عاش ثمانيا وثلاثين سنة وسبعة أشهر وكانت دولته عشرين سنة وبهذه التربة المستنصر بالله أبو العباس أحمد عاش ستين سنة وكانت دولته أربعين سنة وفى زمنه وقع الغلاء والخراب بمصر وخرب خط جامع ابن طولون وأكل الناس بعضهم بعضا وبلغ الاردب القمح احدا وسبعين دينارا ولم يكن فى الفاطميين أشنع سيرة منه قال ابن دحية فى النبراس ليس هو بالمستنصر انما هو البطال المستتر وهو القائل لساقيه يوم عيد الاضحى فى شعر يقوله
قم فامزج الراح يوم النحر بالماء |
|
فلا يحل ضحى الا بصهباء |
وبهذه التربة الآمر بأمر الله بن المستعلى عاش ثمانيا وثلاثين سنة وتسعة أشهر وكانت دولته عشرين سنة وكان كريما فصيحا قال ابن الطوير خرج الآمر ليلة فمر ببيت فسمع امرأة تقول لبعلها والله ما أضاجعك ولو جاء الآمر ومعه ثلاثون دينارا فلما سمع الآمر كلامها أرسل الخادم الى القصر فجاء بمائة دينار وطرق الباب على الرجل ففتح ودخل الآمر وقال لزوجة الرجل خذى هذه مائة دينار بدل الثلاثين وضاجعى زوجك وأنا الآمر وكان أهل خير وصلاح وبهذه التربة الخليفة الظافر أقام خليفة الى سنة تسع وأربعين وخمسمائة وفى أيامه جىء برأس الحسين الى القاهرة وذلك سنة خمس وأربعين وخمسمائة وبهذه التربة قبر الخليفة الفائز قال المؤلف واسمه عيسى استخلفه أبوه الظافر وله من العمر خمس سنين عاش احدى عشرة سنة وكانت ولايته ست سنين وخمسة أشهر وبها قبر الخليفة العاضد عاش تسعا وأربعين سنة وهو رابع عشرهم وآخر من ركب فى المظلة منهم وفى زمانه اختلفت أمور الفاطميين والى جانبه قبر ولده وهو آخر من بها من الفاطميين ولقبه الحامد وفى قبلى الجامع تربة بها قبر السيدتين الشريفتين أم محمد ومحمدية ابنتى القاسم الحسينى الفاطمى وفى قبلى الجامع تربة كبيرة دثرت ولم يعرف منها الآن الا تربة بنى النعمان وأما الجهة الغربية من الجامع ففيها تربة الوزير طلائع بن رزيك وهى ملاصقة للجامع كان وزيرا للفائز والعاضد وجمع له بين السلطنة والوزارة وكان مجاهدا ويعرف بابى الغارات وبنى جامعه بباب زويلة ليجعل فيه رأس الحسين فلم يقدر على ذلك وبنى الظافر جامع الفكاهين بسبب الرأس أيضا فلم يقدر على ذلك وجعلوها فى قصر الزمرد فى دهليز من دهاليز الخدمة وبنوا عليها المشهد وكانوا كلما دخلوا القصر أعطوه الخدمة ونذكر ترجمته فى غير هذا الموضع ومات شهيدا والى جانب تربته تربة صنعها الملك ذكرها صاحب المصباح قبر الشيخ الامام العالم أبى العباس أحمد بن تاميت اللواتى الفاسى وأما الجهة البحرية من الجامع ففيها قبر الشيخ الامام العالم أبى العباس أحمد بن تاميت اللواتى الفاسى سمع الحديث من أبى الحسن ابن الصائغ وغيره من العلماء وكان الناس