الناس مشتغلا بالعلم والعبادة والى جانبه من الجهة القبلية قبر الشيخ شاور الحبشى المعروف بالخياط كان من أكابر الصلحاء معدود فى طبقة أرباب الاسباب وكان يخيط القميص بفتلة واحدة الى أن يفتح جيبه وكان يتصدق بأكثر أجرته ويليه من الجهة القبلية تربة الشيخ شيبان الراعى قال ابن عثمان فى تاريخه هو محمد شيبان بن عبد الله المعروف بالراعى أحد زهاد الدنيا سمع قارئا يقرأ (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) فذهب على وجهه فارا فلم يره الناس بعد سنة فلما كان بعد السنة قيل له لم هربت فقال من ذلك الحساب الدقيق وروى زيد بن لحيان قال خرجت حاجا أنا وشيبان الراعى وسفيان فلما وصلنا بعض الطرق اذا نحن بأسد قد عارضنا فقلت لشيبان أما ترى هذا الكلب قد عرض لنا فقال لا تخف فما هو الا أن سمع كلام شيبان فبصبص وضرب بذنبه مثل الكلب فالتفت اليه شيبان وعرك اذنه فقال له سفيان ما هذه الشهرة فقال وأى شهرة يا ثورى لو لا كراهة الشهرة ما حملت زادى الى مكة الا على ظهره وقيل انه مرت به رابعة العدوية فقالت له أريد الحج الى بيت الله الحرام فأخرج لها من جيبه ذهبا حتى تنفقه فمدت يدها الى الهواء وقالت أنت تأخذ من الجيب وأنا آخذ من الغيب واذا كفها مملوء ذهبا فمضى معها على التوكل ومر الامام الشافعى هو والامام أحمد بن حنبل رضى الله عنهما على شيبان رضى الله عنه فأراد الامام الشافعى أن يقصد اليه فقال الامام أحمد بن حنبل ان الله لا يتخذ وليا جاهلا فقال له سله فتقدم أحمد الى شيبان فقال له كم يلزمك زكاة على غنمك فقال له على مذهبكم على أربعين رأسا رأس فقال له وهل مذهبكم غير ذلك قال نعم الكل زكاة قال له ما الدليل قال ما قال أبو بكر رضى الله عنه حين قال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم ما خلفت لعيالك قال الله ورسوله فقال ما يلزمك اذا سهوت فى الصلاة قال ان كان على مذهبكم فسجدتان وان كان على مذهبنا نعيد الصلاة فقال له ما الدليل فقال قوله تعالى (لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ) فاعيدها عقوبة لما (١) ادعت ويجب علىّ حد وهو أن أضرب بالحديد ويقال لى هذا جزاء قلب غفل عن ذكر الله تعالى فقال له ما حقيقة المعرفة فقال نور فى القلب وغاب فلم يره فقال أحمد أتيت الى من يفتى فى الشرع وفى مذهب الحقيقة ولما مات المزنى رحمة الله عليه قال ادفنونى قريبا منه فانه كان عارفا بالله وروى عنه انه أتى الى برية قليلة الماء فأخذته سنة من النوم فنام فجنب فبقى متحيرا فى الغسل فهمهم فاتت سحابة فمطرت عليه فاغتسل وقد عرف هذا المكان
__________________
(١) هكذا بالاصل