الاموال للمالكيين والشافعيون معك فقال كافور كم أرسل للمالكيين قالوا عشرة آلاف قال هذه عشرون ألفا للشافعيين قال جزاك الله خيرا وبحرى ورش قبور الازمة وهما قبران مسنمان بالطوب والآجر مشهوران بالخير والصلاح نذكرهم بالدوام على المشايخ ولا يعرف لهم وفاة والى جانبهم من القبلة قبر الشيخ الامام العالم عثمان بن سعيد المعروف بورش المدنى صاحب الرواية معدود فى طبقة القراء وأصل ورش جنس من اللبن لقب به لانه كان شديد البياض وكان كاتب القاضى أبى الطاهر عبد الحكم بن محمد الانصارى توفى سنة سبع وتسعين ومائة حكى عنه ابن عثمان فى تاريخه أن لصا جاء الى بيته ليأخذ ما فيه فوجد على الباب غلقة حديد فما قدر على فتحه فقال فى نفسه هذا البيت فيه قماش كثير وما كان معه غير درهم كبير فدفعه للنجار وقال له افتح لى هذا الباب ففتح له الباب ثم دخل الى الدار ليأخذ ما فيها فلم يجد فيها غير ابريق وجرة مكسورة فقال فى نفسه جئت اسرق سرقونى ئم دخل ورش فقال له من أدخلك ههنا فقال أنت نصبت على الناس فظننت أن فى بيتك شيأ آخذه وحكى له القصة فدفع له درهما وقال هل لك فى مصاحبتى قال نعم ثم جاءت تلامذة الشيخ فقص عليهم قصته فدفعوا له شيأ كثيرا وبقى مع ورش حتى مات ودفن تحت رجليه وحكى بعضهم انه لما ان دخل ورش وقص عليه اللص القصة قال له استغفر الله فجلس واستغفر الله مائة مرة فقال للشيخ يا سيدى قد استغفرت الله مائة مرة فبينما هو يتكلم مع الشيخ واذا بالباب يطرق فقال انظر من بالباب واذا بالباب غلام الخليفة ومعه صرة فيها مائة دينار وقال للشيخ ان أمير المؤمنين يسلم عليك وأرسل لك هذه الصرة اعطها لمستحقها فقال له سلم عليه وقل له قد سبقها مستحقها فاعطى الصرة للرجل واذا المطر يمطر فقال له ابشر ان زوجتك تنجب ولدا ذكرا فراح الرجل الى بيته فوجد زوجته وضعت ذكرا فاشترى لها ما يقوم بحالها ثم عاد الى الشيخ وقال يا سيدى ما تعجبت من المالية كيف حصلت وانما عجبت من قولك فى الولد قال ما هو من عندى استدللت بقول الله تعالى (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً) فلما ان حصل الاستغفار والمالية والمطر استدللت بهذه الآية على الولد فتاب ولزم خدمة الشيخ الى أن مات ودفن تحت رجليه ثم تأتى الى قبر الشيخ داود السقطى المعروف بالامام قال بعض العوام انه امام جامع الاقمر وقال بعضهم انه امام الجامع الازهر والصحيح انه امام مسجد بخط الازهر وكان مقيما به منقطعا عن