المطلبى الشافعى نسبة الى جده شافع ذكره القضاعى فى تاريخه وأثنى عليه وذكره القرشى فى أول طبقة الفقهاء وقدمه على الليث بن سعد لاجل قرابته من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ذكر مولده رضى الله عنه قال القرشى فى كتابه مهذب الطالبين ولد بغزة فى سنة مائة وخمسين وهى السنة التى مات فيها الامام أبو حنيفة رضى الله عنه وتوفى فى يوم الجمعة سلخ رجب سنة أربع ومائتين كما أفاد صاحب كتاب المزارات المصرية ثم نشأ بمكة وأقام بها وكان من أحفظ الناس للشعر كان يخرج الى جبال العرب فيكتب الشعر ثم يعود الى مكة قال ابن غانم فى كتاب الواضح النفيس قال انى لأحفظ شعر أربعمائة مجنون ثم أنشد
ولو لا الشعر بالعلماء يزرى |
|
لكنت اليوم أشعر من لبيد |
ولم يزل بمكة حتى خرج الى مالك بن انس بالمدينة فدخلها ومالك يحدث الناس فسمعه يقول لاناس حدثنى نافع عن عبد الله بن عمر عن صاحب هذا القبر ومرة يقول حدثنى نافع عن انس عن صاحب هذا القبر ومرة يقول حدثنى ابن شهاب الزهرى عن عروة بن الزبير عن صاحب هذا القبر حتى روى سبعين حديثا كلها مسندة فكان الشافعى يكتب الحديث بريقه على يده فما يجف الريق حتى يحفظه فلما فرغ أشار اليه الامام مالك فقال له يا غلام أتهزأ بحديث رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأنت فى حجرته فقال لا ولكنى أكتب الحديث فلا يجف حتى أحفظه وقد حفظت جميع ما أمليته ثم جعل يروى للامام جميع ما رواه من الاحاديث حتى رواها جميعها فأحبه الامام مالك وأتى به الى منزله بالعقيق وأحسن قراه وتفرس فيه العلم فأقام عنده بالمدينة حتى أفتى وكان أول فتواه بحضرة الامام مالك رضى الله عنه قال صاحب الواضح النفيس فى مناقب الامام محمد بن ادريس جاء رجل الى الامام مالك بن أنس فقال له يا امام انى بعت رجلا قمريا فجاءنى فى وقت المساء فقال لى ان القمرى الذى بعته لى لا يصيح شيئا فتشاجرت أنا واياه فحلفت بالطلاق أن القمرى لا يهدأ من صياحه فقال له الامام مالك طلقت زوجتك وكان الامام الشافعى فى الحلقة فلما خرج رآه يبكى فقال له ما بك فقال أو ما سمعت ما قال لى الامام فقال له الامام الشافعى ايما أكثر صياحه أم سكوته فقال صياحه أكثر فقال انك لم تحنث فعاد الرجل الى الامام مالك وقال له يا امام انظر فى مسألتى هل تجد لى فرجا ويكون لك الاجر فقال لا أعلم الا الذى أخبرتك به فقال ان فى حلقتك من أفتانى ان لا شئ على فقال ومن المفتى قال هذا الشاب فقال الامام مالك