للامام الشافعى من أين لك هذا فقال انك حدثتنا عن نافع عن عبد الله بن عمر أن فاطمة بنت قيس أتت الى النبى صلىاللهعليهوسلم فقالت له يا رسول الله ان معاوية وأبا جهم خطبانى فأيهما أتزوّج فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم أما معاوية فصعلوك وأما أبو الجهم فانه لا يضع عصاه عن عاتقه والعرب تجعل أغلب الفعلين كمدا ومته فلم يرد عليه الامام مالك وحفظ الموطأ فكتب له محمد بن الحسن أبوابه فكتب تحت كل باب حديثه فلم يزد حرفا ولم ينقص حرفا وحكى أيضا ان الامام رحل الى اليمن مرتين فرأى فيها من العجائب شيئا كثيرا منها انه قال سمعت بامرأة لها وجهان يتحركان فخطبتها من وليها فكنت اذا قبلت أحد الوجهين يغتاظ الآخر حتى أقبله ودخل الى العراق ومشى فى ركابه الامام أحمد بن حنبل وأثنى عليه وسماه شمس الهدى ناصر حديث رسول الله صلىاللهعليهوسلم وامتحنه الامام محمد بن الحسن بمسائل فى حضرة الرشيد فأجاب عنها لوقته وكان أصبر الناس على الفاقة وأسرعهم جوابا اذا سئل وكتب اليه رجل فى مجلس الرشيد رقعة الغز فيها.
ما ذا تقول هداك الله فى رجل |
|
أضحى يحب عجوزا بنت تسعين |
وكان الرجل يريد بذلك الخمر فكتب تحت ذلك يقول
خفض عليك فقد حق البكاء له |
|
حب العجائز (١) دون السين والعين |
قال الامام رضى الله عنه رأيت قبل البلوغ رسول الله صلىاللهعليهوسلم وقد تفل فى فمى ورأيت على بن أبى طالب وقد أخرج من كمه ميزانا فأعطاه لى فعبرت ذلك فقيل لى انك تكون فى الناس كالميزان يعرف بكلامك الحق من الباطل ولما أراد الدخول الى مصر قال وهو سائر اليها
أرى النفس منى قد تتوق الى مصر |
|
ومن دونها أرض المهامه والقفر |
فو الله ما أدرى الى العلم والغنى |
|
أساق اليها أم أساق الى قبر |
ودخل الى مكة ومعه خمسمائة دينار وقيل خمسمائة ألف فما نام حتى تصدّق بها وتصدّق فى مصر فى يوم واحد بتسعة آلاف درهم وأصلح له رجل نعله وهو ذاهب الى الصلاة فأعطاه عشرة دنانير واعتذر له وكان يقول
والهف قلبى على مال أجود به |
|
على المقلين من أهل الضرورات |
انى أحيى عدوّى حين أنظره |
|
لأصرف الهم عنى بالتحيات |
ومرض بمصر بعلة البطن ثم مات بدرب النخل وغسله المزنى قال القضاعى ودفن
__________________
(١) هكذا بالاصل