رضى الله عنه فى المنام بعد وفاته فقلت له ما فعل الله بك فقال أجلسنى على سرير من ذهب وتثر علىّ اللؤلؤ الرطب وقال الشافعى عرض علىّ مالك كتبه أربع مرات وأنا حاضر ولو شئت أن أكتبها املاء لفعلت وعن حميد قال سمعت أحمد بن حنبل رضى الله عنه يقول روى عن النبى صلىاللهعليهوسلم انه قال ان الله يمن على أهل دينه فى رأس كل قرن برجل من أهل بيتى يبين لهم أمر دينهم وانى نظرت فى سنة مائة فاذا هو عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه ونظرت الى المائة الثانية فاذا هو محمد بن ادريس الشافعى رضى الله عنه وعن احمد بن حنبل انه قال ما رأيت أتبع للاثر من الشافعى وقال الشافعى أشد الاعمال ثلاثة الجود من قلة والورع فى خلوة وكلمة حق عند من يرجى ويخاف وعن أبى بكر الحميدى قال قدم الشافعى من صنعاء اليمن ومعه عشرة الآف دينار فنزل قريبا من مكة فاتاه أصحابه يسلمون عليه فما برح من مكانه ومعه منها شئ وقال عبد الله بن أحمد يا أبت أى رجل كان الشافعى فانى سمعتك كثير الدعاء له فقال يا بنى كان الشافعى كالشمس فى الدنيا وكالعافية للجسد وعن الربيع بن سليمان انه قال كان الشافعى يحيى الليل كله وكان يختم فى كل شهر ثلاثين ختمة سوى ما يقرأ فى الصلاة وعاش أربعا وخمسين سنة والدعاء عند قبره مستجاب باجماع علماء التاريخ ولو استوعبنا مناقبه لضاق الوقت علينا وقال القضاعى هو القبر البحرى من قبر ابن عبد الحكم والى جانبه قبر أبى محمد عبد الله بن عبد الحكم صحب الشافعى وصحب مالكا أيضا وابن وهب وكان عالما سخيا لا ينام حتى يطوف على بيوت جيرانه ويسأل عن أحوالهم ويصنع الطعام بيده فلا يأكل منه شيئا بل يحمله للضيفان والجيران وهو ابن أعين بن ليث ولاجل ذلك يعرف بالاعين وكان جده أعين قدم الى مصر وسكن الاسكندرية وولد له بها عبد الحكم أبو عبد الله هذا وعدّه القرشى فى طبقة الفقهاء وأثنى عليه القضاعى وكانت له منزلة عند السلاطين ولما احتضر الشافعى أوصى أن يغسله وكان غائبا فلما حضر قيل له ان الامام أوصى لك أن تغسله قال انما أراد أن أقضى دينه ائتونى بدفتره فجىء اليه بالدفتر فوفى عنه عشرة آلاف درهم وقيل دينار وقال صاحب المزارات المصرية هو الذى تولى أمر الامام الشافعى منذ قدم الى مصر الى حين مات فلما مات تولى غسله هو والمزنى وكان يقول من عرف قدر نعمة الله عليه جاد بما فى يده قال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم كان المساكين يأكلون اللحم والحلوى فى منزل أبى وكان عشاؤه الخبز الخشن والبقل وكان يقول خير الطعام ما أذهب الجوع وأطيبه ما طيبته العافية ولما مات ابن عبد الحكم سمع البكاء فى دور مصر