فقال له السلطان اذا لم تأخذها تصدق على أصحابك بها فقال وأصحابى لا يحتاجون اليها فانى أعمل على هذا الدولاب فى كل يوم بدرهمين ويفضل لى على هذا الدولاب درهم ونصف فيكون ثلاثة ونصف فآكل من ذلك بنصف واتصدق بثلاثة دراهم على أصحابى وأهلى وجيرانى فخذها وانصرف فقيل انه دار بها على سبعة من مشايخ أهل مصر فلم يأخذها أحد منهم ولما حج رضى الله عنه ورأى الكعبة وعليها السواد أنشد يقول
ما علق الدر على نحرها |
|
الا لما تخشى من العين |
تقول والدر على نحرها |
|
من علق الشين على الزين |
وكان يقول يعجبنى قول الفقيه منصور
قل للكرام احفظوا حق اللئام لكم |
|
ان اللئام لهم عند الكرام يد |
لولا اللئام لما عد الكرام ولا |
|
بانوا بفضل اذا ما ميز العدد |
لو انهم جنحوا للنقص ما نقصوا |
|
فزاد غيرهم فضلا بما اعتقدوا |
جادوا فسادوا بظن الآخرين فلم |
|
يعدو على والد يربو به ولد |
ومشهده مشهور معروف باجابة الدعاء وقيل انه كان مدفونا بمشهد الامام الشافعى فنقل منه عند باب القبة ودفن بهذا المكان وبهذا المشهد قبر الفقيه الامام وثاب بن الميزانى معدود من أكابر العلماء كان كثير الصدقة وعليه كان يقدم أجلاء الحنابلة من البلاد ورأى الامام أحمد بن حنبل فى النوم فأطعمه تفاحة وقال له نزه الله ما استطعت وهو صهر ابن الكيزانى قال أبو الحسن الانصارى مات وثاب ولم يكلم أبا عبد الله بن الكيزانى حين ناظره فى ترك التأويل فلما احتضر وثاب أتاه ابن الكيزانى فقيل له ان الشيخ بالباب فقال قولوا له هل أنت موافقه على التأويل قال لا فرجع ابن الكيزانى ولم يدخل اليه وبهذه التربة قبر الفقيه الامام أبى القاسم عبد الرحمن بن عبد الواحد الخثعمى من بنى خثعم وبهذا المشهد أيضا قبر الفقيه أبى اسحاق ابراهيم بن مزيبيل من أكابر الحنابلة كان أكثر كلامه يقول أكبر الناس عيشا من ترك الدنيا لاهلها وقال لبعض الطلبة اذكر عند قدرتك وعظمتك قدرة الله وعظمته عليك وعند حكمتك حكمة الله فيك وحكى أن أمير الجيوش اجتهد له فى عمارة مسجده بمصر المعروف بمدرسة ابن مزيبيل وكان أمير الجيوش يأتى اليه فيزوره ويسأله الدعاء فجاءه يوما فأبطأ عليه فى نزوله فلما نزل رأى عليه ثوب زوجته فقال ما هذا فقال انى أغسل ثوبى فاستعرت ثوب زوجتى حتى نزلت اليك قال فبكى أمير الجيوش وقال مثل هذا الفقيه يكون على مثل هذه الحالة