محبته واستقامته وفنائه فى ذات الله تعالى صحيحة لم يكن فيه شعرة تلتفت عن وجهته للوجود وكل ذلك كان دالا على صحة ما أخبر به عن نفسه ثم تم له الكشف الدائم للاصحاب عن الوقائع وكان غنيا لا يظهر فاقة فقيرا مليا لا يلحظ حاجة مجموعا لا تطرقه تفرقة منذ انقطع لم يخرج الا للجمعة والحج وحج حجا سعيدا وجرت له كرامات عظيمة ولم يمش لبيت أحد قط الا لبيتى بمصر مرّة ومرّة زار فيها الشيخ أبا الفتح الواسطى لما ورد القاهرة بسبب علم له فيه وكان يرى انه أحد السبعة الملوك ولم يجتمع به بعد ذلك وهذه جملة يستغنى بها عن جملة تفاصيل يطول ذكرها واعتقدت به أيام صحبته وكانت يسيرة يا ليتها دامت وحكى عن الشيخ أبى السعود رضى الله عنه انه كان اذا دخل الى مجتمع وخلع نعله يسمع لنعله انين فسئل عن ذلك فقال هى أنفسنا نخلعها عند النعال خيفة من التكبر عند اجتماعنا بالناس قال الشيخ أبو الحسن الدقاق رضى الله عنه دخلت مدينة بغداد على الشيخ عمر البزاز فوجدت رجلا قائما بمجلسه عند الباب يصلح نعال الجالسين ثم دخل رجل أعجمى فلما قعد مع الشيخ عمر قال له ما تعرف هذا الرجل القائم قال له عمر هو الخضر عليهالسلام وقد كان سيدى أبو السعود يفعل ذلك تشبيها بالخضر ليربى به المريدين وكان سيدى أبو السعود عارفا بالشريعة والحقيقة لان قدمه محمدى ولم يكن له شيخ الا النبى صلىاللهعليهوسلم لانه رأى جماعة من المشايخ وأراد أن يأخذ منهم عهدا فقالوا له حتى تستأذن النبى صلىاللهعليهوسلم فنام تلك الليلة فرأى النبى صلىاللهعليهوسلم فقال له يا رسول الله أتأذن لى أن آخذ منهم عهدا فقال له عليهالسلام ما أنت لهم بل أنت لى أمدد يدك فمد يده فأخذ عليه العهد وألبسه الطاقية فافاق غائبا عن وجوده وأقام فيها ثلاثة أيام والطاقية على رأسه ثم حصل له الفتح المحمدى والسر الاحمدى الى أن انتهى الى مقام القطبانية وأقام بها وكانت كرامته ظاهرة فى حياته وبعد وفاته ولو استوعبناها لضاق علينا وقيل ان اسمه محمد وقيل غير ذلك والاصح انه لا يعرف له اسم ولا يعرف الا بكنيته والى جانبه قبر الشيخ جمال الدين عبد الهادى ابن الشيخ أبى العباس القراباغى والى جانبه أمه والى جانبها فاطمة ابنة الشيخ عبد الهادى والسيدة خديجة زوجة الشيخ عبد الهادى وهم مع الشيخ فى حجرته وعند باب الضريح الشيخ مبارك خليفة سيدى أبى السعود والى جانبه الشيخ مفتاح خادم سيدى أبى السعود وعندهم الشيخ شمس الدين خليفة سيدى أبى السعود متأخر الوفاة وبالتربة أيضا قبر الشيخ على المنبجى والشيخ عمر والشيخ على ابن الشيخ عمر وبالتربة أيضا الشيخ مسعود والشيخ أيوب