ركبت مع سحنون البحر فوقع بى خوف شديد فنمت والسفينة محيطة بها الامواج فرأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال لى أتخاف أهل السفينة وفيهم سحنون قال فاستيقظت واذا البحر قد سكن فنظرت فاذا سحنون يصلى فجئت اليه بعد صلاته فنظر الىّ وقال اسكت لئلا يعلم أهل السفينة وقال بعض العلماء ان لم يكن بالمغرب نبى فان الله قد جعل فيها قبر سحنون. ومن طبقته يحيى بن بكير وسيأتى ذكره عند بيان قبره
وبتربة الامام أشهب قبر الامام العالم أبى القاسم عبد الرحمن بن القاسم العتقى والعتقيون جماعة أعتقهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوم الفتح فكل من كان من ذريتهم نسب اليهم وكذلك الطلقاء وانتهى الزهد فى زمن ابن القاسم اليه وكان مجاب الدعوة قال الشيخ عبد الوهاب البغدادى كان ابن القاسم كثير الصيام حتى رؤى بياض عظمه من شدّة انتحاله وقال ابن الجوهرى الواعظ كانت ترى خضرة البقل فى ثلاثة من العلماء اذا أكلوه ابن القاسم ووهب بن الورد وعتبة الزاهد قال القاضى عياض رضى الله عنه فى الطبقات مات والد عبد الرحمن بن القاسم وخلف عشرة آلاف دينار فتورّع عنها عبد الرحمن ولم يأخذ منها شيئا وقال كان أبى لا يحسن الصرف على مذهب مالك وروى الحارث بن مسكين عن ابن القاسم انه قال رأيت فيما يرى النائم كأنّ قائلا يقول لى ان الله يصلى عليك وعلى سعيد بن زكريا وروى عن ابن القاسم انه قال كنت بالاسكندرية فنمت ليلة من الليالى فرأيت كأنى اصطدت طيرا بازيا فقصصته فاذا هو مملوء جوهرا فجئت به الى زيد بن شعيب فسألته عن ذلك قال عسى أن تكون حدثت نفسك بطلب العلم فقال كذلك وقال ابن القاسم رجلان أقتدى بهما فى دينى مالك بن أنس فى العلم وسليمان فى الورع وكان من دعائه رضى الله عنه اللهم امنعنى من الدنيا وامنعها منى قال وكان ابن القاسم يختم فى كل يوم وليلة ختمتين وقال بعض أصحابه صليت معه صلاة عيد الاضحى ثم دخل المسجد فاستقبل القبلة وسجد سجدة طويلة حتى خشيت أن يفوتنى الغداء مع أهلى فدنوت منه فسمعته يقول الهى انقلب عبيدك الى ما أعدّوه لهم فى يومهم هذا وانقلب عبد الرحمن اليك يرجو مغفرتك قال فرجعت الى أهلى وحضرت معهم الغداء ونمت هنيهة ثم جئت الى المسجد فوجدت ابن القاسم على حالته
وقال يحيى بن عمر خرج ابن القاسم من مصر الى بعض الصحارى فأخذه العطش وكان قد خرج الى تلك الارض بعض أمراء مصر فبينما هو سائر وجماعته اذ وقفت دوابهم ولم تتحرك فجعلوا يضربونها ويسوقونها وهى لا تنهض فقال الأمير لانسان ممن هو معه