قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) وكان اذا رأى غنيا يقول هذا يغسل يديه قبل الطعام وبعده فسئل عن ذلك فقال الغسل قبل الاكل ينفى الفقر وبعده ينفى الهمّ وقيل له ما تقول فى قديد الغنم قال أقول كما قال أبو الهند
أكلت الظباء فما عفتها |
|
وانى لأهوى قديد الغنم |
ونزلت تمرا على زبدة |
|
فنعم الطعام ونعم الادم |
ولحم الضباب طعام العرب |
|
ولا تشتهيه نفوس العجم |
ومن طبقتهم عبد الله بن بكير أخو يحيى بن بكير المقدّم ذكره كان عالما حافظا ويقال إن يحيى وأخاه عبد الله ووالدهم بكير فى مقبرة واحدة وذلك فيما بين الجوسقين ثم تمشى مستقبل القبلة على جانب مقطع الحجارة ثم الى رأس الصيرة تجد قبة بها قبر أبى الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون معدود من الامراء قال صاحب المصباح وليس بها الا رأسه وهو معدود من الشهداء حكى عنه أنه كان فى زمنه رجل ورث وراثة فأتلفها وأنفقها ولم يبق عنده الا جارية فدعته الضرورة الى بيعها فاشتراها وكيل أبى الجيش خمارويه وجهزها جهازا حسنا وأدخلها دارا حسنة حتى يدخل عليها سيدها أبو الجيش فلحق سيدها عليها قلق عظيم واتفق أن خمارويه ركب ذلك اليوم ومرّ على المقابر فوجد شابا يبكى عند قبر ولم يره قبل ذلك اليوم عند ذلك القبر قط لأنه كان كثير الزيارة للقبور فقال له من أنت أيها الشاب وما الذى يبكيك فلقد مررت من هنا مرارا كثيرة ما رأيتك الا اليوم فقال يا سيدى ان الذى يبكينى ما اتفق لى بعد موت والدى فقال له ومن والدك قال صاحب هذا القبر وكان قد خلف لى مالا فأتلفته وأنفقته ولم يبق لى الا جارية أحبها وقد ألجأنى الامر الى بيعها فاشتراها وكيل أبى الجيش بن احمد بن طولون وقد تألمت لفراقها وأتيت الى والدى أشكو له ما حل بى بسببها لعل الله أن يذهب عنى ما أجده ببركته فقال الامير أبو الجيش لعلها فلانة التى من شأنها كيت وكيت قال نعم قال هى لك والدار وما فيها ابتغاء وجه الله تعالى ثم استدعى وكيله وأمره بتسليم الدار والجارية للشاب وحكى عنه أيضا انه رأى شيخا على رأسه قفص قد لفه بخرق فاستدعاه فلما حضر بين يديه قال أيها الشيخ ما الذى فى هذا القفص قال سنانير قال وما تصنع بها قال أبيعها فى بلاد الشام فتعجب من ذلك وقال فى رعيتى من يحتاج الى مثل هذا ثم قال له من أى البلاد أنت قال من بلد كذا وكذا فوقع له بتلك البلدة لولد ولده ومناقبه غير محصورة وأكثرها مذكورة فى سيرهم ومعه فى التربة جماعة من خدمه كلهم شهداء والى جانب تربة خمارويه تربة