وفى طبقته الفقيه أبو عبد الله اسماعيل أحد العلماء الثقات مات فى سنة أربع وثمانين وثلثمائة ذكره ابن بابشاذ فى تعليقاته والمقبرة الثانية من الاشاعثة هى مقبرة فاطمة بنت الاشعث وقد بنى عليها تربة لطيفة وهى فاطمة بنت الحسين بن على بن الاشعث بن محمد البصرى قال العبيد لى وهم بيت بالبصرة يعرفون ببنى الاشعث وهذه طائفة منهم وكانت السيدة فاطمة من عابدات مصر وقد جرب قبرها باجابة الدعاء وعرفت بوفاء الدين وليس بالتربة غيرها وغربى تربتها تربة بها الشيخ عبد الله السائح ثم تأتى الى تربة الزقاق وقبل الوصول اليها قبران داثران فى الطريق المسلوك أحدهما أبو الحسن على المعروف بطب الوحش قيل انه كانت الوحوش اذا أصابها وجع أو ألم تأتى الى قبره لتمعك به فتبرأ باذن الله تعالى وآثار قبره ظاهرة من الحجر الكدان وأما الثانى فهو قبر السيدة عائشة المعروفة ببرء الطير قيل انه كانت الطيور تأنى الى قبرها وهى متألمة فتبرأ باذن الله تعالى قال المؤلف عفا الله عنه ولقد رأيت رخامة مكتوب فيها بالقلم الكوفى هذا قبر عائشة ابنة هشام بن محمد بن أبى بكر البكرى ولا أدرى هل هو تاريخ قبرها أم لا فانى رأيتها بغير هذا المكان ثم تدخل الى تربة الزقاق تجد بها قبر الشيخ الفقيه الصوفى المحقق أبى بكر أحمد بن نصر الزقاق أحد مشايخ الرسالة من أقران الجنيد ذكره الامام الحافظ أبو نعيم فى الحلية وأبو الفرج فى الصفوة وذكره الفشيرى فى رسالته وكان رضى الله عنه من أكابر الصوفية مصرى الاصل من أكابر أهلها له كلام بديع فى التصوف فمن قوله رضى الله عنه لا يصلح الفقر الا لاقوام كنسوا بانفسهم المزابل وقال رضى الله عنه من لم يصحبه التقى فى فقره أكل الحرام المحض قال الزقاق كنت فى كل جمعة أبكر الى الجامع فاجلس عند الجنيد فبينما أنا أمشى يوما الى المسجد اذ رأيت اثنين يقولان اذهب بنا الى الجنيد نسأله قال الزقاق فتبعتهما حتى دخلا سقاية يتطهران فرأيت معهما شيئا فكرهته فقلت انا لله وانا اليه راجعون ثم أتيا الى الجنيد وأنا أنظر اليهما فوقفا عليه فقال أحدهما ماذا يرد من خاض بالانزعاج وقال الآخر كل باد يعود الى باديته فقلت فى نفسى ما يفعل هؤلاء فقال الجنيد أين المستغيب فقلت فى نفسى علم بى وتكلم على خاطرى ثم قال الثانية أين المستغيب اسألنا نجعلك فى حل فقلت يا سيدى قد حصل لى غيرة فقال يا أبا بكر لاتتهم أقواما انتخبهم الحق فى سابق علمه بكرامة وجدانية حتى اذا استخرجهم من الذر عجن أرواحهم بنور قدسه وأقامهم بين يديه بلطفه ونظر اليهم بعين رحمته وألبسهم تيجان ولايته فان دعوه أجابهم وان امتحنهم أعطاهم فلا تدركهم أجفان الالحاظ ولا يغيرهم ترجمان الاسرار فهم