تلك الليلة مهموما فرأيت فى المنام شخصا وعليه أثواب حسنة فقلت له من أنت يرحمك الله فقال أنا عبد الله بن الاشعث الذى تزور قبره وقد سألت الله أن يذهب تلك الرخامة عن قبرى فاذا زرتنى فاسأل الله ما شئت عند قبرى فانى أشفع لك عند الله فيما تسأله وبالمقبرة قبر الفقيه الامام العالم العلامة أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوى المعروف بابن أخت الشيخ الامام العلامة أبى ابراهيم اسماعيل بن يحيى المزنى مذكور فى طبقة الفقهاء ذكره الكندى وقال هو المعروف بالمجاب الدعوة فمن كلامه رضى الله عنه من طهر قلبه من الحرام فتحت لدعوته أبواب السماء وله مصنفات فى الفقه على مذهب الامام ابى حنيفة قيل انه دخل على تكين الجبار أمير مصر فلما رآه داخله الرعب فأكرم مثواه وأحسن نزله ثم قال له يا سيدى أزوجك ابنتى قال لا قال ألك حاجة بمال قال لا قال أقطعك أرضا قال لا قال فاسألنى ما شئت قال وتسمع قال نعم قال إحفظ دينك لئلا ينفلت منك كما تنفلت الابل من عقالها واعمل فى فكاك نفسك وإياك ومظالم العباد مات رضى الله عنه بمصر وقال ابن الجباس فى تاريخه وقبره بمقبرة بنى الاشعث قال وهو القبر الحوض الحجر الذى فى وسط المقبرة وقال قوم هو عند اسماعيل المزنى والأصح انه بمقبرة بنى الاشعث وهكذا قال شيخنا الشيخ شهاب الدين أحمد الأدمى وذكره القضاعى فى مجرّ محمود والاصح انه بهذه المقبرة وفى طبقته يحيى بن عثمان بن صالح من أكابر العلماء كان زاهدا ورعا عفيفا عدّه الكندى من مشاهير العلماء وكان يقول لا تأمنن مادام الشيطان حيا وجاءه رجل يوما ومعه رقعة مكتوب فيها هذه الأبيات وهو سؤال
يا أيها العالم ماذا ترى |
|
فى رجل مات من الوجد |
من حب حب أهيف أغيد |
|
رحب المحيا حسن القد |
فهل ترى تقبيله جائزا |
|
فى الفم والعينين والخدّ |
من غير ما فجر ولا ريبة |
|
بل من عفاف منه كى يجد |
ان أنت لم تعف فانى اذا |
|
أصيح من وجدى يا سعد |
فكتب له جوابا يقول
يا أيها السائل انى أرى |
|
تقبيلك العين مع الخد |
يفضى الى ما بعده فاجتنب |
|
تقبيله بالجهد والجد |
فان من يرتع فى روضة |
|
لا بد أن يجنى من الورد |
|
||
فاستشعر العفة واعص الهوى |
|
ولا تكن فى الشر مستعد |