كتاب الشركة)
الشركة بفتح الشين فكسر الراء (١) ، وحكي فيها كسر الشين فسكون الراء (وسببها (٢) قد يكون إرثا) لعين ، أو منفعة ، أو حق بأن يرثا مالا أو منفعة دار
______________________________________________________
(١) قال في المصباح المنير : (وشركة وزان كلم وكلمة ، بفتح الأول وكسر الثاني ـ إلى أن قال ـ ثم خفّف المصدر بكسر الأول وسكون الثاني ، واستعمال المخفّف أغلب فيقال : شرك وشركة ، كما يقال : كلم وكلمة على التخفيف ، نقله الحجة في التفسير وإسماعيل بن هبة الله الموصلي على ألفاظ المهذب ، ونصّ عليه صاحب المحكم وابن القطاع) انتهى.
(٢) اعلم أن الشركة تطلق على معنيين :
الأول : هو اجتماع حق مالكين فصاعدا في الشيء الواحد على سبيل الشياع ، وهذا المعنى هو المتبادر من معنى الشركة لغة وعرفا ، قال في المسالك : (إلا أنه لا مدخل له في الحكم الشرعي ـ من الصحة والبطلان ـ المترتب على الشركة من كونها من جملة العقود المفتقرة إلى الإيجاب والقبول ، والحكم عليها بالصحة والبطلان ، فإن هذا الاجتماع يحصل بعقد وغيره ، بل بغيره أكثر ، حتى لو تعدى أحدهما ومزج ماله بمال الآخر قهرا ، بحيث لا يتميزان تحققت الشركة بهذا المعنى) انتهى.
المعنى الثاني : عقد ثمرته جواز تصرف الملّاك بالشيء الواحد على سبيل الشياع فيه ، وهذا المعنى للشركة هو الذي أوجب إدراجها في جملة العقود ، وبهذا المعنى يلحقها حكم الصحة والبطلان.
والشركة بالمعنى الأول قد تكون بسبب إرث وقد تكون بسبب عقد وقد تكون بسبب حيازة وقد تكون بسبب المزج وعلى كل التقادير فالمشترك قد يكون عينا وقد يكون منفعة وقد يكون حقا ، ومثال ما لو كان سبب الشركة إرثا هو : كأن يرث ثلاثة من الأخوة دارا لمورثهم أو يرثون منفعة دار قد استأجرها مورثهم أو يرثون حق الخيار الثابت