تكليفك يا محمد الآن هو : أن تعمل بالآية المباركة التي أنزلناها عليك في غزوة ذات الرقاع .. وليس المراد أن تشريع هذه الصلاة قد بدأ في الحديبية.
ولكن يبقى التساؤل الذي سجلناه حول قول خالد ، عن صلاة العصر : إنها أحب إليهم من ضياء عيونهم .. فما هذه الخصوصية لصلاة العصر ، ومن الذي عرّف خالدا هذا الأمر عن المسلمين. هذا ما لم نستطع أن نهتدي إلى وجهه. والله هو العالم بالحقائق.
إتساع الثنية للمسلمين :
وقد لو حظ : أنه «صلىاللهعليهوآله» قد أوضح للناس ، أو أظهر في العديد من المواضع : الرعاية الغيبية لهم ، وأخبرهم بالعديد من القضايا التي لا تعرف إلا بالإخبار الإلهي ، والتوقيف .. مثل ما تقدم ، من أن النبي «صلىاللهعليهوآله» أخبر المسلمين : أن قريشا لن ترى نيرانهم حين جاوز ثنية ذات المرار ، وقد تقدم الحديث عن أن ثنية الحنظل قد اتسعت للمسلمين ، فكانت فجاجا لاحبة (أي واسعة) ، بعد أن كانت ضيقة مثل الشراك.
وأن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» قد ذكر لهم : أن هذه الثنية مثل باب حطة لبني إسرائيل ، وأخبرهم عن رجل لم يكن من المسلمين ، وهم يظنونه مسلما مثلهم ، وهو موجود بينهم. وغير ذلك مما تقدم.
فإن ذلك كله وسواه مما ذكرناه في الفصل السابق ومما سيأتي ، ما هو إلا توطئة للتقليل من وقع المفاجأة التي سوف يسقط فيها الكثيرون ، وذلك حين يظهر لهم : أنه سوف لن يدخلوا المسجد في عامهم هذا .. وأنهم قد أخطأوا حين ظنوا : أن ما أخبرهم به النبي «صلىاللهعليهوآله» سوف