لماذا شبهها بقضية حبس الفيل؟! :
وإن إشارته «صلىاللهعليهوآله» ، إلى الفيل ، وإلى حابسه تعطينا :
أولا : إن الله تعالى هو الذي تولى منعه عن دخول مكة ، وليس المانع هو الخوف من قريش.
ثانيا : لقد كان المطلوب هو أن يدخل رسول الله «صلىاللهعليهوآله» إلى مكة بصورة لا ينشأ عنها أية مشكلة .. حتى لو كان دخوله حقا له ، وحتى لو ظلموه بمنعه عن ممارسة هذا الحق ..
فالدخول الذي ينتهي بالقتال وكسر حرمة البيت مرفوض ، حتى لو كان المانع من هذا الدخول ظالما ..
وقد حبس الله الفيل ليشير إلى حرمة هذا البيت ، ولتقوم الحجة بذلك على أبرهة ومن معه الذين ينكرون حرمته ، ويسعون لإسقاطها ، حتى إذا أهلكهم الله تعالى أهلكهم عن بينة.
ثالثا : لقد كان حبس ناقة رسول الله «صلىاللهعليهوآله» من موجبات زيادة يقين أهل الإيمان ، ومن موجبات تعظيمهم بيت الله سبحانه ، وتأكيد حرمته في قلوبهم ..
ونوضح ذلك كما يلي :
لقد ذكرت الروايات : أنه لما بركت ناقة رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، وادّعى أصحابه أنها حرنت .. رد عليهم «صلىاللهعليهوآله» بالإشارة إلى أن لكل ناقة خلقا ، وأن ذلك ليس لها بخلق ، ثم صرح : بأن السبب إلهي غيبي ، وهو : أن حابس الفيل هو الذي حبسها.