الفيل الأعظم من دخوله ، وبعد عدة محاولات فاشلة هاجموا ذلك الفيل بسيوفهم ، وقتلوه.
ثم جاءت من جهة البحر جماعات من الطيور تشبه طير الخطاف ، وكانت تطير قريبة من الأرض ويحمل كل واحد منها ثلاثة أحجار من الطين اليابس ، أحدها في منقاره .. والآخران في رجليه .. فلاحق ذلك الجيش ، وصار يرميهم بتلك الأحجار ، فكان الحجر يقع على رأس الرجل ، فيخرق مغفره حديدا كان أو غيره ، ويخرق الرأس والبدن ، حتى يخرج من دبر ذلك الرجل. بل يضرب الأرض ، ويحدث فيها أثرا أيضا.
عبر وعظات :
وقد ذكّر النبي «صلىاللهعليهوآله» الناس بهذا اللطف الإلهي ، وبهذه المعجزة الربانية التي تجلت فيما جرى لأصحاب الفيل .. مؤكدا بذلك العديد من الحقائق ، التي كان الناس يحتاجون إلى تلمسها بصورة حية ، وعميقة .. ومنها :
١ ـ التأكيد على معنى التوحيد ، وتعميق الاعتقاد بالله الواحد الأحد القادر ، والقاهر .. الذي لا يعجزه شيء ، ولا يلغي إرادته أحد ، مهما كان جبارا وعاتيا.
٢ ـ إبطال ما يزعمونه لأصنامهم من تأثير في حياة الناس ، مهما كان ضئيلا ، وضعيفا ، ولو على مستوى الوهم والتخيل. فإنها لا تستطيع أن تدفع عن نفسها ، ولا يمكنها منع الآخرين من تحطيمها ، ومن التصرفات المختلفة فيها .. فضلا عن أن تكون لها قدرة على سحق جبروت الجبارين ،