هل المدينة في خطر؟!
ويبقى أمام الباحث أمر هام ، وهو أنه لابد من اكتشاف العناصر الأساسية ، التي من خلالها انطلق القرار النبوي بدعوة الناس إلى العمرة ، والخروج من المدينة بمعظم العناصر القادرة على الحماية ، والمؤثرة في حسابات القوة والضعف ، حتى خلت المدينة أمام الطامعين والطامحين ، والحاقدين والموتورين من قبائل الشرك في المنطقة ..
وخلت أيضا أمام يهود خيبر ، الذين يبعدون عنها حوالي ثمانين ميلا ، والذين قد يقال : إنهم كانوا قادرين على دخول الحرب مع الإسلام والمسلمين بعشرة ألاف مقاتل ، إن لم يكن من اليهود وحدهم ، فمنهم ومن القبائل المتحالفة معهم في المنطقة ..
واليهود من أشد الناس حقدا على الإسلام ، بعد أن رأوا ما حل بإخوانهم بني النضير ، وقينقاع ، وقريظة ..
فكيف أمكن أن يتخذ النبي «صلىاللهعليهوآله» قراره بالخروج بأكثر المقاتلين إلى هذه المسافات البعيدة ، وترك المدينة في هذا المحيط المعادي ، الذي يتربص بها الدوائر؟!.
ولعلنا نستطيع أن نجيب على هذه التساؤلات على النحو التالي :
١ ـ أما بالنسبة لقبائل العرب المحيطة بالمدينة فإن السرايا الكثيرة التي حركها الرسول «صلىاللهعليهوآله» قبل الحديبية مباشرة لضرب القوة المعادية ، والمتآمرة والمتربصة بهم شرا قد حسمت الأمور مع هؤلاء الأعداء ، بصورة تامة .. وقد أضعفتهم وشلت حركتهم من الناحية الاقتصادية .. وأرعبتهم ، وأسقطت كبرياءهم ، وجعلتهم يعيشون حالة اليأس من إمكانية