زيارة البيت ، فهل ستقاتله قريش ، أم ستتركه؟!
إن كلام عروة بن مسعود نفسه صريح في أنها ستقاتله ، بصورة متعدية وظالمة ، فلماذا لم يوجه عروة إليها نفس هذا الكلام .. قبل أن يأتي رسولا من قبلها إلى النبي «صلىاللهعليهوآله» ليسوّق لا ستمرار هذا الظلم ، ويباركه ، ويدعمه بظلم فاحش آخر؟! ..
لقد كان عليها أن تخضع لهذا المنطق ، الذي جاءت لتطالب الآخرين بالخضوع له ، وتكف عن القتال ، وتمكن زوار البيت الحرام من الزيارة والعمرة.
عنادهم وموقف رسول الله صلىاللهعليهوآله :
أما موقف رسول الله «صلىاللهعليهوآله» فكان حازما ، ولكنه لم يكن عدوانيا ، بل هو عين الإنصاف والعدل ، وهذا بالذات هو ما كان يثير حفيظة قريش ، حيث وجدت نفسها في موقع العناد واللجاج من دون أن يكون لديها أي مبرر مقبول أو معقول ، حتى أمام شركائها في الرأي والموقف ، وحلفائها ضد رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، ومن هم على دينها. فإن ما كان يقوله رسول الله «صلىاللهعليهوآله» هو : إننا جئنا لزيارة بيت ربنا ، فمن صدنا عنه قاتلناه.
فهو لم يطالب إلا بحق يقرّ له به كل أحد ، ولا مجال للمراء فيه ، وهو حق عام يطالب به جميع الناس قريشا بالذات ، فمن أنكر هذا الحق على رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، فلا بد أن ينكره على نفسه أولا.
من هنا نجد : أن جميع من جاؤوا من قبل قريش إلى النبي «صلى الله