يتنافى مع ما روي عنه «صلىاللهعليهوآله» من أنه لا يقبل هدية مشرك. وقد تقدم ذلك في الفصل الذي تحدثنا فيه عن إيمان أبي طالب ، فراجع.
فقبوله «صلىاللهعليهوآله» هديتهما يدل على تقدم إسلامهما. ويدل على ذلك أيضا ، ما صرحت به هذه الرواية ، من أنه «صلىاللهعليهوآله» قد دعا لعمرو بقوله : «فبارك الله في عمرو».
إتصالات ومداولات :
لما اطمأن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» بالحديبية : جاءه بديل بن ورقاء في رجال من خزاعة ، منهم : عمرو بن سالم ، وخراش بن أمية ، وخارجة بن كرز ، ويزيد بن أمية. وكانوا عيبة نصح لرسول الله «صلىاللهعليهوآله» بتهامة ، منهم المسلم ، ومنهم الموادع. لا يخفون عنه بتهامة شيئا.
فلما قدموا على رسول الله «صلىاللهعليهوآله» سلموا ، فقال بديل بن ورقاء : جئناك من عند قومك ، كعب بن لؤي ، وعامر بن لؤي ، قد استنفروا لك الأحابيش ومن أطاعهم ، قد نزلوا أعداد مياه الحديبية ، معهم العوذ المطافيل ، والنساء والصبيان ، يقسمون بالله لا يخلون بينك وبين البيت حتى تبيد خضراؤهم.
فقال رسول الله «صلىاللهعليهوآله» : «إنّا لم نأت لقتال أحد ، إنما جئنا لنطوف بهذا البيت ، فمن صدنا عنه قاتلناه ، إن قريشا قد أضرت بهم الحرب ونهكتهم ، فإن شاؤوا ماددتهم مدة يأمنون فيها ، ويخلون فيما بيننا وبين الناس ـ والناس أكثر منهم.
فإن أصابوني فذلك الذي أرادوا.